عبد الرسول الاسدي
الى كل الأمهات اللواتي شمخن في دروب العطاء وأنرن ظلمة الوهن وإنكسرت ظهورهن من أجل أن لا ينكسر لنا خاطر . الى كل حواءات العراق في عيدهن الظافر لكن قوافل من تقدير وعواصف من إمتنان ومحبة بحجم الوطن لأنكن الأقدر على مؤازرتنا في مضمار صناعة التأريخ وتهيئة تفاصيل الغد بما نتمنى .
في اليوم العالمي للمرأة ثمة نقلة نوعية في مسيرة حواء دوليا ومحليا
لأنها تاتي بعد قرون من الكدح الذي كانت فيه حواء تقدم عطاءها للإنسانية مهيبا وكبيرا بحجم الأمومة ورقيقا كالود وأنيقا بما يكفي لتأسيس أسرة ومجتمع .
وإذا كانت هذه الإنعطافة وتجلياتها تحسب لبنات حواء قولا وفعلا فهي ليست بالتأكيد مجرد مناسبة كمالية ولا تكميلية بل تجيء لتؤسس لها وعيا مناهضا لكل ملامح وتشكلات ومنعطفات هذا البناء الإنساني الكبير الذي جيء به عبر مراحل وأطوار مختلفة من إعادة تسمية الذات وتقديم الأفضل .
وليس مصادفة أن يتم الاحتفال بعيد المرأة في شهر الربيع والتفاؤل والعطاء لأن المرأة هي عطاء ونقاء وإنسانية في المقام الأول وهي تركيبة منسجمة من ذات تشمخ عاليا وتقدم كل مايمكن من أجل أن يتكامل المجتمع وتكون الأسرة عماده الأهم وترتقي فيه الى مصاف الرفعة والنجاح.
فلا مجتمع ناجح بلا مرأة ناضجة تدعم الرجل وتربي الطفل وتنثر عبير الود والحنان على من حولها شقيقة وإبنة وصديقة وزميلة عمل .
وقد كان لنا في الشرق قصب السبق في الإحتفاء بالمرأة المبدعة التي فتحنا لها أبواب المؤسسة لتكون شريكة ومساهمة فاعلة في الإرتقاء بهذا الصرح الإعلامي المهم ولتكون رديفة لنا في إعادة إشتغال الواقع ليصبح أكبر وأشمل وأعم ولننعم بهذا الكم الكبير من العطاء والنجاح والأهم هو الحب المتوقد في قلوب ونفوس كل من يحيط بالشرق من أحبة ومتابعين وقراء.
يطيب لنا في هذا اليوم أن نجدد الرهان على قدرة المرأة في صياغة ملامح القادم وبناء المجتمع على أكمل وجه وتأطير المشهد القادم بما يلائم الأفضل وأن نكون على قيد الحب والحياة والتجدد.