عبد الرسول الاسدي
لا يهولنا حجم الدمار والخراب الذي تخلفه الأعمال العسكرية الإسرائيلية ضد أهلنا الأعزة في غزة لكن ما يؤلمنا هو الصمت المريب الذي يواجه به المجتمع الدولي تلك الجرائم الفضيعة التي ترتكب ضد الآمنين الأبرياء من أبناء شعبنا العزل .
فنادرا ما نشاهد مثل هذا الصمت ولنا في قصة أوكرانيا مثال واضح على حجم الإصطفاف الدولي تجاه دولي ومجتمع خلافا لغيره من الدول والمجتمعات رغم ان عديد القتلى المدنيين في أوكرانيا لا يصل الى ماوصل اليه الرقم فلسطينيا.
وغزاويا مازال المشهد الإستبسالي قائما ويشي بأن عقارب الساعة تتجه الى الفخر والإباء والشمم والقدرة على إدارة المعركة الصعبة بكفاءة وجدارة وجدية في تحقيق الإنتصار وتحييد آلة العدوان الشرهة .
أين الأمم المتحدة ومؤسساتها المعنية بحقوق الإنسان والطفولة وأين المنظمات الدولية المهتمة بأبجديات الحرب وقواعدها التي تضع المدنيين في خانة الأمن .
و إزاء الصمت الدولي عن الإنتصار للغزاويين في محنتهم نشاهد الموقف الرسمي والشعبي العراقي وهو يدحرج كرة الإنتماء الى الأمة والدفاع عن ثوابتها بل والدفاع عن ثوابت الإنسانية في هذه المحلمة التاريخية المهمة التي يخوضها أكثر شعوب الأرض بسالة وصبرا .
نعم كلنا غزة ونحن مع قضية الفلسطينيين المشروعة لكن يؤلمنا ويحز في نفوسنا كثيرا أن ينصرف المجتمع العربي الى نصرة إسرائيل المعتدية بدلا عن نصرة أهلنا الفلسطيين البواسل في غزة وغيرها .
ان المتباكين على كل شاردة وواردة من حقوق الجندر والنساء وحقوق الحيوانات والطحالب صمتوا اليوم وهو يتفرجون على الأمة وهي تذبح وتقتل على رؤوس الأشهاد .فصبرا يا غزة الجريحة ان موعدنا النصر في الغد وان الغد لقريب.