بقلم / نورالدين مبخوتي
التقيت على هامش مهرجان نور تونس بالحمًامات بالأديبة التًونسيًة حبيبة محرزي فهي قاصًة وروائية ولها اهتمامات بالشأن النقدي . في هذا الحوار ستكون رواية «سبع لفتات «محوره الأساسيّ.
العنوان عتبة أساسيًة في المقاربة الأدبيّة .ما دلالة سبع لفتات كعنوان لنصك الروائيً.؟
سبع لفتات هو حيً في المدينة العتيقة التي تقع داخل الصًور الذي يضمً القيروان العتيقة وهو متكون من سبعة أزقة ضيّقة متلاحقة مترابطة وفق سبع التواءات. وهي المكان الذي جرت فيه وقربه أحداث الخميس الأسود الًذي شهدته القيروان ذات 26 جانفي 1978. وهو منطلق الرواية .والسبع لفتات ستصير مع التدرج في الأحداث وتحديدا في العاصمة «سبع فتيات» هن بطلات الرواية اللاتي سيلتقين في المبيت الجامعي بالعاصمة. تشتغلين على تيمة المرأة بكثافة في هذا الخطاب الرًوائيً ولعلً هذا التًوجًه يجعلنا نستحضر مشاريع كبرى ثقافيًة على غرار ما نجده عند الراحلة فاطمة المرنيسي ونوال السعداوي .هل يمكن أن نتحدًث عن وجود تقارب بين كتاباتك ونصوص أخرى تشتغل على الهاجس نفسه؟
هاجس المرأة العربيًة هو نفسه اينما وجدت والتقارب حتميً مع كاتبات صرخن بالكلمة الحرة بضرورة نفض غبار الجهل والاستعباد عن المرأة .المرأة بدءا من مي زيادة وغادة السمان ونازك الملائكة وفدوى طوقان ونوال السعداوي وغيرهن كثيرات تمرًدن على التًرسّبات القمعيًة التي تستنقص من قيمة المرأة وذكائها وقدرتها على مضاهاة الرجل والتفوق عليه احيانا .
كتاباتي كلها تقريبا تصدح بهذا الحقً والذي كان ومازال نقطة ارتكاز في تحرر الشعوب العربية وانعتاقها من براثن التخلًف .المرأة نصف المجتمع وشلً حركتها يشلً المجتمع كلًه ليظلً في أسفل الترتيب الحضاري والقيمي والثقافي .
يشعر المتلقًي وهو يقرأ سبع لفتات أن شيئا من سيرتك حاضر فيها؟
نعم شيء من سيرتي وسيرة جيل العشرية التي تلت الاستقلال من الفتيات اللاتي اسعفهنً الحظً بالدخول إلى المدارس واكتساب حد معيًن من العلم والمعرفة وما لاقينه من صعوبات جرًاء تحجًر أغلبية المجتمع الذي مازال يرى المرأة ناقصة عقلا ودينا ومازال يرصً حولها الموانع ويثقلها بالقيود والمتاريس لتظل خانعة تابعة لا حول لها ولا قوًة .
لماذا هذا الحضور المكثًف لتاريخ تونس السًياسيً المعاصر تزامنا مع التًاريخ الاجتماعيً التراجيديً؟
الماضي هو الأساس الثابت الذي منه ننطلق وهو حوصلة تجارب مهما كان تصنيفها من حيث النجاح أو الفشل فهي التي منها نتقدم مسلحين بالعبر التي تجعل انسان اليوم ، يتحاشى الوقوع في تلك المطبًات التي شوًهت ماضينا أو يبني على أسس ثبت نفعها للإنسان والمجتمع ،وهذا ينطبق على كل المجالات االاقتصادية والاجتماعية والثقافية الفكرية.
التًاريخ الاجتماعيً ركح عليه نعيد تجسيد تجارب من سبقونا . فالسلف الصالح منه يستفيد الخلف الذي يبني لغد افضل .من جماليات الرواية الحديثة الاقتصاد اللغوي والتكثيف وشعرية اللغة .رواية سبع لفتات تصرً على الاطناب وكثرة التًفاصيل .على اي اساس كان هذا الاختيار ؟الاطناب وكثرة التفاصيل توحي بواقعيًة الأحداث وتجذرها في محيطها .فالقارئ في العراق مثلا لا يعرف نمط العيش في القيروان ولا يعرف التركيبة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية له .لذا لا بد للكاتب أن يراعي هذه الاختلافات بتوضيح بعض السلوكيات أو العادات والتقاليد لتقريب الصورة من المتلقي حيثما كان واينما وجد .هذه التفاصيل أيضا تساهم في نقل الواقع بوضوح عندما يترجم الأثر إلى لغات اخرى تجهل ما تختص به مجتمعاتنا من قيم معرفية وحضارية وأخلاقية اجتماعية . وهذا يساعد على التلاقح الحضاري بين الشعوب انطلاقا من الابداع إن كان رواية أو قصة أو شعرا أو رسما أو موسيقى…