مصعب احمد
أسس يوسف العاني مسرحاً أسماه مسرح بغداد أو مسرح (الثلاثين كرسي)، وأنا حينها كنت أرى الرواد قليلين ، لكن مرة من المرات رأيت يوسف العاني بمفرده كثيراً ، عندما اضطر في منتصف المسرحية أن يسكت طفلاً يصرخ بحضن أمه بكل هدوء ، اقترب من بداية المسرح وبصوت رقيق وناعم خاطب الطفل ….. ( اششششششش ) بهمس شفاف ، صمت الطفل ، والآن نحن مع الفنان السامق أسعد مشاي صاحب الاقدام الراسخة على أرضية الابتكار والإبداع الذي أسس لنا مركز الرشيد للثقافة والفنون ، بعد أن وجدناه يعمل بحركة دؤوبة تسابق عجلة الزمن لإظهار هذا الصرح الشامخ باهدافه السامية إلى الساحة الثقافية وأخذ دوره الفعال في تقويم ما أفسده الدخلاء والطارئون ،
وعلينا أن نقف معه لاسكات الكثير من الأصوات التي جعلت المسرح والفن ، لعبة تتسلى بها بعض الجميلات غير المهنيات من اللواتي يستطعن هز أجسادهن برشاقة وممثلين ومخرجين بلا مهنية ، أتمنى أن أرى الفنان أسعد مشاي يشير الى هذه الأصوات النشاز أن اصمتوا ودعوا هذه الساحة الجميلة لفنان حقيقي ، ومثقف حقيقي ، حتى نستطيع حينها إرجاع الفن العراقي الى سابق عهده ، أهداف الرجل كبيرة تتفرع عن مركز متطور للثقافة والفنون ونحن نبتهل ونضع أيدينا بيده لنعيد الازدهار إلى مسرحنا العريق والفنون كافة بصورة عامة … كتابة وتمثيلاً وإخراجاً وحضوراً ، ولنعيد لشارعنا العريق
( شارع الرشيد ) …
ألقه من جديد. من خلال هذا المركز الفني الشامل المتكامل ، الذي يعتبر من العلامات المضيئة في سماء الثقافة العراقية حيث سيكون هو النبراس المضيء والكوكب الوضاح ، كيف لا وهو القائم على أسس علمية مدروسة رصينة مفعمة بالنبوغ المعرفي والجمالي قولاً وفعلاً وتأملاً ، هذا الرجل وبغيرة الفنان الأصيل يريد إعادة المياه الى مجاريها ليصح القول المأثور : اعطني خبزاً ومسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً ، حيث تهافت على المسرح من لايهمه المسرح ولايعنيه فاختلطت الأصوات وصار التمييز مكلفاً لأنه يحتاج الى مرحلة حضارية جديدة والى شخوص نتخيل بهم رواد المسرح العراقي العريق ، يوسف العاني وبدري حسون فريد وخليل شوقي وسامي عبد الحميد ووجيه عبد الغني وفاضل خليل ، ربما نستطيع ترميم الماضي لكننا لانستطيع إعادته وعلينا التفكير بحاضر يوازيه أو يكون أفضل منه.