د. محمد ضباشه
عضو اتحاد كتاب مصر
ظلت ترمقني بضع ثوان
تغوص في أعماقي،
تقلب صفحات العمر الفائت
داخل فنجاني لتراني،
في جب مظلم
تبلع الصمت أحيانا
وتهذي بكلمات سيريالية
وأحيانا تنجرع بضع نظرات من السماء
ثم تبتسم لتهدأ من فزعي
وتقول : خطوط الحظ لا حظ فيها
وخطوط العمر تطول إن طال العمر
وعين تتخفى خلف المجهول
تقسم خطوط العرض إلى نصفين
نصف أعمى
والنصف الآخر لا يراك
وأنا بين النصفين أقف مذهولا
على رصيف الأمس أنتظر
أن تأتي حافلة اليوم
وعلى رصيف اليوم أنتظر
أن تأتي حافلة الغد
عقاربي ملت من الانتظار
تتساءل في صمت قاتل
هل غرقت سفينة نوح داخل فنجاني ؟
هل علم يوسف سر التأويل لتلك العرافة؟
خرافة أن أعبر أسلاك،
تمنع دبيب النمل من لقاء الشمس
خرافة ان يأتي الغد بثوب العيد
خرافة أن أخرج من هذا الجب،
والناس نيام
كلام الهمس في أذني يذكرني
ويجيب بأن أحلام الليل أماني
وخطوط الفنجان تأويل كاذب
لا يعلم علم الغيب
ولكن شيب الفكر يحاصرني
وداء الجهل يعشش في رأسي
ومدن الأساطير يسكنها أمثالي
مازلت إلى الآن لا أعرف
من أنا، أين غدي