عبد الرسول الاسدي
يمر علينا اليوم عام كامل على انطلاق طوفان الاقصى ، هذا الطوفان الدموي الذي ارتكب فيه الكيان الصهيوني ابشع الجرائم في التاريخ الحديث في غزة ثم لبنان ليضيف الى سجل جرائمه اضافات نوعية تشير الى مدى تمرسه بسفك دماء الابرياء وتدمير المدن وقصف المدارس ومراكز الايواء والمستشفيات واستهداف الاعلاميين وعاملي الاغاثة وغيرهم .
باختصار فان العدو الصهيوني قد استهدف كل شيء حي مؤشرا بذلك على مدى الهمجية والرعونة وغياب الهاجس الانساني بل غياب روح الصراع وشرف المنازلة في الميدان واستهتاره بحقوق الانسان وحريته وضربه عرض الحائط بكل القرارات الدولية بخصوص قيام الدولة الفلسطينية .
ان الحديث يطول حول الاشكاليات الكبيرة التي تطرح اليوم حول الكيفية التي يقوم بها العدو بادارة الحرب العبثية في جبهات متعددة سوف يدفع اثمانها في الميدان وعلى يد المقاومين الغيارى في غزة وجنوب لبنان وغيرها من الضربات التي يتلقاها من المقاومة في اليمن والعراق .
لكن الثابت ان فاتورة الحساب قد اصبحت طويلة جدا ويصعب تحملها على الكيان الموغل في القتل والعدوان ظنا منه ان هذه الطريقة هي التي تكفل بقاؤه وتؤمن له سبل الاستمرار والمضي قدما في سياسته التوسعية والهمجية ومحاولاته لتركيع الدول والشعوب .
ان مراقبة الميدان بشكل متامل يدل على ان النصر قادم لا محالة وان الدماء الزكية لشهداء الامة وشعوبها المغلوبة على امرها والمكبلة بارادة الشر الصهيوني والصمت الدولي المريب ستنتصر بلا شك وماهي الا فترة قليلة ونسمع تكبيرات الانتصار في كل المدن التي دمرتها الة الحرب والعدوان.
حينها لن يصح الا الصحيح فطوفان الاقصى هو صرخة شعب اعزل خنقته الاتفاقات والمؤامرات والصمت والخناجر فانتفض رافعا شعار التحدي والقتال تحت شعار ( انه لجهاد نصر او استشهاد )، فكان الاستشهاد قطارا يحمل نعوش عشرات الالوف من الذين اختاروا الموت على الحياة مع الجبارين الظلمة.طوفان الاقصى هو امتحان الضمير الذي فشلت فيه الشعارات والمنظمات والاتفاقيات والعهود والوعود وانتصر فيه الدم .