عبد الرسول الاسدي
إنفتح العراق في علاقاته على العالم بشكل غير مسبوق في الحكومة الحالية تناغما مع إيقاع الشراكة وضرورات المصلحة المشتركة والبحث عن شركاء يمكنهم النهوض بالعراق ودفع عجلة التنمية في البلد الى مسافات أبعد من المعتاد لتتابع المحطات اللافتة والداعمة للبلاد وتطلعات الشعب .لهذا تأتي زيارة رئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني الى بريطانيا ولقاءه بالملك ورئيس الحكومة والمسؤولين بالمملكة المتحدة لتعكس التوجه المتبادل في إنشاء شراكات مستدامة مع دول العالم أجمع وبالأخص أوربا التي كانت قد أوصدت الأبواب بوجه أي تقارب لأعوام طويلة خلت . المسار التصاعدي في هذه العلاقة قد يشهد قفزات نوعية إذا ما أخذنا في الحسبان ان الزيارة ستنطوي على توقيع إتفاقيات ومذكرات تفاهم في مسارات مختلفة، لا سيّما في المجالات الإقتصادية والإستثمارية والأمنية بالإضافة الى الوفد الرفيع الذي يرافق رئيس الوزراء من وزراء ومسؤولين كبار في الدولة. فالعراق اليوم يحصد حالياً ثمار نجاح دبلوماسيته بعد تطوير حكومته لأجندة ذكية سمحت بحدوث إنفتاح إقليمي ودولي توج بسلسلة من الزيارات لوفود رفيعة المستوى إلى بغداد والعكس صحيح مثلما عملت على إستقطاب إيجابي للوفود الدبلوماسية رفيعة المستوى التي تواصل التدفق إلى بغداد هو تجل لذلك.فالوفود الديبلوماسية التي زارت العراق ومهدت لسلسلة الزيارات ومحطات الشراكة كانت نوعية جدا وانتجت تقاربات وإتفاقات يشار لها بالبنان وحفاوة مثلى يستحقها بلدنا بامكاناته وتاريخه ورجاله وحضارته الضاربة بالقدم .ولعل مصطلح الديبلوماسية الإقتصادية الذي يمكن أن نستقرأه موازيا لمسيرة الحراك الحثيث لرئيس الوزراء يمثل حجر الزاوية في أدوات الدبلوماسية التي نستخدمها تطوير علاقاتنا بالعالم سعيا الى توجيه العلاقات الإقتصادية التنموية إقليمياً ودولياً بالدرجة الأولى، وبما يسهم في رسم التحرك العام الذي يجب أن تكون عليه هذه الدبلوماسية والتعزيز من فعالية عملها.انها قراءة واعية لتكامل المجال السياسي والإقتصادي الذي أضحى سبباً رئيسياً في نشوء وتطور العلاقات الإقتصادية الدبلوماسية بين الدول، والذي أستخدم كوسيلة للضغط والتأثير في العديد من الأحداث العالمية.العراق اليوم يسعى بخطوات واسعة لتعزيز وتمكين النشاطات الإقتصادية والتعاون الدولي وبما ينعكس على النقلة النوعية التي تعززها الشراكة ويدفعها هاجس العمران والتنمية وتنبثق من عميق الحاجة لإستثمار الطاقات والإمكانات التي نمتلكها .زيارة المملكة المتحدة وما ستنطوي عليه ستشكل حجر الزاوية في الرؤية العالمية الجديدة للعراق القادر على إعادة إنتاج منظومة علاقات تسهم في تحريك المياه الراكدة وتوجد آفاقا أوسع وأشمل مع المجتمع الدولي برمته.