عبد الرسول الاسدي
شهر واحد ويسدل العام 2024 الستار معلنا نهاية يصفها الراسخون ذاكرة الوطن بأن لا شبيه لها إلا بمجلس الإعمار في خمسينيات القرن الماضي.
فبعد عقود من غياب المشاريع الستراتيجية وانشغال الدولة بالحروب والحصار والإحتلال والإرهاب أعلنت ساعة الصفر عن إنطلاق أكبر حملة لمشاريع العمران والخدمة في بغداد والمحافظات ضمن ما أطلق عليه مشاريع فك الإختناق بحزمها المتعددة .
عشرات المشاريع التي افتتح أغلبها وشارف الآخر على الإنتهاء زرعت مزيجا من التفاؤل وعززت من ثقة المواطن بالسلطة التنفيذية . فهو لم يعد بحاجة لأن يسمع لأن ما يشاهده في الشوارع والساحات يقول كل الحقيقة عن جدية صارمة والتزام دقيق بتنفيذ البرنامج الحكومي بكل تفاصيله.
التفاصيل التي كانت غائبة عن المشهد البغدادي الذي تنبض شوارعه بالضوضاء والزحام اليومي سيكتب لها أن تعيد رسم ملامح العاصمة بشكل مختلف لاعودة فيه الى إضاعة الوقت في التقاطعات والساحات بإنتظار إنجلاء غبرة وقت الذروة الذي لم يكن يريد أن ينتهي.
فهذا العمل النوعي لا يبدو أن فيه ذروة ثم هدوء ، بل هو تسارع رقمي ونوعي في المشاريع المتداخلي التي يكمل بعضها بعضا في مصفوفة من التخطيط النوعي لعاصمة لن يكون التنقل بين مناطقها ضربا من الإبحار في المجهول بل نزهة في مدينة جميلة برؤية تصميمية معاصرة .
القائمة تطول والتعداد يبقى منقوصا لأن كل يوم يشهد مزيدا من العمل الحثيث لإنجاز المزيد ووضع مشاريع جديدة على اللائحة لأن الوقت لم يعد السيف الذي يمكن أن يقتلك إن لم تقتله ، بل قارب النجاة للخروج من فوضى المكان .
مجسر قرطبة وعدن وصنعاء وساحة النسور والفضلية وتقاطع الدورة سيدية ومعسكر الرشيد وتقاطع المصافي وساحة الطلائع وسريع محمد القاسم والطوبجي والزعفرانية والجادرية والكرادة وغيرها من المناطق والشوارع كلها شهدت أعمال تأهيل وتوسعة وإنشاء مجسرات وتأهيل أخرى .
أعمال لم يكن الطريق لإتمامها معبدا في ظل التعارضات والعشوائيات وتهالك البنى التحتية وضرورة العمل في شوارع مكتضة ترهق المواطنين والشركات المنفذة .
لكنه عام الإنجاز الحقيقي الذي سيغير وجه العاصمة الى الأبد وسيثبت أن كل شيء ممكن حين تتوافر الإرادة .