الما ربيع
تُعدُّ ظاهرة التسول من الظواهر المُنبوذة في المجتمع رغم رواجها وانتشارها؛ حيثُ يتوزع هؤلاء المتسوّلون في الشوارع العامة، والأزقّة، وأمام المحال التجارية، وفي الأماكن التي يزدحم فيها الناس عموماً، ورغم كلّ الجهود والمُحاولات المبذولة، في سبيل إيقاف تلك الظاهرة؛ إلا أن بعض المجتمعات ما زالت غير قادرة على اقتلاعها، أو تغيير فهم القائمين عليها بمدى سلبية وخطورة ما يقومون به.
سباب التسول
الفقر: لا يتمكن البعض من الحصول على فرصة عمل، وإعالة أطفالهم أو ذويهم، وبالتالي فهم لا يمتلكون أدنى وأبسط مقومات الحياة، ولا يجدون بُداً من التسوّل؛ للحصول على طعامٍ يكفيهم ليومٍ واحد، وفي هذا الإطار يجب أن تتحمل الدول مسؤولية توفير الوظائف للأفراد بمختلف أعمارهم.
المرض: إنَّ بعض المرضى لا يملكون المال للعلاج، وكُلفة العلاج تفوق مقدرتهم المادية، ورغم تذرع العديد من المتسوّلين بحاجتهم المادية للمال بسبب المرض مُحضرين معهم الوثائق الطبية المُزورة، إلا أنّ بعض الحالات يكون دافعها الفعليّ هو البحث عن مالٍ يكفي للعلاج.
المُعتقدات الخاطئة: يرى البعض أن لا مشكلة في التسوّل، أو أنه لا يُشكل عيباً اجتماعياً، وهو لا يختلف عن العمل، لكنه لا يحتاج سوى القليل من التذلل، وهدر الكرامة، وهذا ما يُنافي القيم المجتمعيّة التي يجب أن يتصرّف جميع الأفراد وفقاً لها.
التعود: إن بعض المتسوّلين للأسف قد ورثوا هذه العادة الاجتماعيّة السيئة من آبائهم وذويهم الذين سبقوهم إلى التسول في الميادين العامّة دون الإحساس بالحرج أو التردُّد، ويُصبح التسول في هذه الحالة أكثر تعقيداً؛ لأن قناعة الفرد بُنيت على ضرورة القيام بالتسول بغض النظر عن الأسباب، فالمتسوّل لأجل الحصول على المال للعلاج يمكن توقيفه بالتكفُّل الكامل بعلاجه من قبل الجهات المعنيّة، أما المتسول بالوراثة فيحتاج لبذل المزيد من الجهد لإقناعه بالتوقف عن التسول.