عبد الرسول الاسدي
لا يريد الدجال الأمريكي أن يغادر منصة الدعوة الى ضبط النفس لكن فقط في حدود الردود التي تصدر عن المحور الممانع في حين انه لا يفعل شيئا مع الإحتلال الصهيوني رغم كل التصعيد الذي يقوم به ومسلسل الإنتهاكات والإجرام المستمرين سواء في فلسطين أو لبنان .
على العكس من ذلك تقوم الولايات المتحدة بإستقدام المزيد من القطع البحرية العسكرية الى المنطقة كلما أقدم الصهاينة على إرتكاب فعل شنيع تقتل فيه المدنيين بدم بارد ، وقطعا هذه إشارة واضحة وعلنية الى أنها تدعم تل أبيب في كل ما تفعله تحت شعار انصر بني صهيون ظالمين أو مظلومين .
ولعل الأصوات التي بدأت تتصاعد في الداخل الأمريكي تارة على مستوى الشارع والجامعات وأخرى في أروقة الكونغرس تشير بالإدانة الواضحة الى هذه السياسة العرجاء التي تخلو من أي إنصاف أو نظرة موضوعية ولا تتصرف فيها أمريكا بإعتبارها دولة عظمى بل دولة تتحكم بها امزجة الأهواء السياسية وإصطفاف أصحاب رؤوس الأموال وراء الداعمين الذين ينتمون الى المؤسسة الصهيونية المعروفة بترجيحها لكفة الإنتخابات الرئاسية وكذلك الكونغرس .
التطورات المتسارعة على الجبهة اللبنانية التي أثبتت فيها المقاومة قدرة فائقة على الرد بكفاءة وقوة فائقة خلافا لكل إدعاءات العدو بالهيمنة والسيطرة والإستعلاء وانه قام بتدمير القدرات العسكرية والصاروخية لحزب الله، تنذر بما لايقبل الشك أن الأمور تتجه الى مراحل متقدمة من التصعيد وتوسيع رقعة الحرب في ظل إصطفاف أمريكي مشبوه لصالح العدو .
ولعل هذا التناقض يسقط كل الشعارات السابقة التي يرفعها البيت الأبيض عن معايير حقوق الإنسان والقانون الدولي وغيرهما وهو يدعم كيانا مغتصبا قاتلا ومجرما ولا يحرك ساكنا رغم كل أفعاله الشنيعة لكنه فقط يضغط على الطرف المقاوم سعيا وراء ضبط النفس !