قاسم الغراوي
من يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي سيجد سباقاً محموماً في اسبقية النشر. واكيد نحن لانعترض ابداً ، فمن حق المشترك ان ينشر مايراه مناسباً حسب رأيه وقناعته .
الشيء الملفت للنظر نقطتين :
الأولى : البعض يقوم بنشر كل مايصله من صور مفبركة او أخبار كاذبة دون فحص او تمحيص والتأكد من مصداقيتها خصوصا اذا كانت تلائم مزاجه وتعبر عن تطلعاته او موقفه وان كانت كاذبة فهذا لايهم عنده .
الثانية : يحاول البعض وهم قلة ان يكتب ولكن بطريقة خالية من القيم المهنية للكتابة ولكنها ليست بعيدة عن التحريض والتصادم دون أن يجهد نفسة للحديث عن الحكمة والراي والوقوف ضد العابثين بالامن والاستقرار مع عدم نسيان المطالبة بالحقوق المشروعة والتاكيد على القيم الانسانية .
وانا اتصفح الكثير من المواقع الخاصة والعامة والاجتماعية منها والأخبارية والصفحات الأدبية والمنوعة اجد العجب وقد يتفق معي الكثير اقرا ألفاظ نابية وتجاوزات لفظية وعنف لغوي يبتعد فيه أصحاب التعليقات عن الخلق الإنساني.
ومع هذا فنحن نقرأ ايضاً بنفس الوقت من يعلق بأدب ووعي اذا اختلف معك أو توافق مع منشورك.
في هذا المنعطف الخطير الذي يمر به عراقنا مع وجود التظاهرات السلمية المشروعة المطالبة بالاصلاح وتدخل القوى الإقليمية والدولية في الشأن العراقي على الاعلاميين والناشطين وأصحاب المدونات والبيجات ان يكونوا حذرين في اختيار وكتابة المعلومات والاخبار ونشرها وان تكون أخبارهم موثوقة وتتسم بالمصداقية والوضوح وان تراعى مصلحة البلد والشعب ويجب أن تكون هناك أولوية أمنية واخلاقية حفاظا على تماسك المجتمع بعيدا عن التمزق.
المسؤولية الوطنية والخطاب الاعلامي الموحد والوعي الفكري كفيلة بالحفاظ على الرؤية الموحدة في خلق عوامل استقرار البلد والاخلاص له وتماسكه وتتحمل النخب السياسية ذلك مع المفكرين والمثقفين والاعلاميين وعلى جميع من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ان يعي دوره في هذه المعادلة والتحديات الكبيرة.