عبد الرسول الاسدي
عمليا وليس شعاراتيا فإن أي ديمقراطية في العالم لا يمكن لها أن تنجح إلا بعد إجتياز إختبار الحرية الإعلامية ، وهذا قطعا لا يعود لأن السلطة الرابعة هي جزء من تراتبية السلطات في المجتمع فحسب ، بل لأن الإعلام هو مرآة المجتمع والناقل الحقيقي لهموم الناس وتطلعاتهم وإحتياجاتهم .
وإذا كانت الصحافة هي حجر الزاوية في العمل الإعلامي وأساسه المتين فان تعاضد السلطة مع حملة الأقلام الصحفية يشعر المجتمع ان الدولة كلها تسير في درب الديمقراطية بأمان وأن لا شيء يمكنه أن يعيق العاملين في نقل الحقائق كما هي سواء من جهة المجتمع أو الحكومة .
ومنذ تسلم الأستاذ محمد شياع السوداني زمام الحكومة الحالية والوضع الإعلامي والصحفي يتجه صوب فضاءات واعدة تتمثل في إتاحة الفرصة كاملة غير منقوصة أمام العاملين في مهنة المتاعب ليكونوا الراصد الأول لكل ما يدورفي العراق والعالم من أحداث بلا رتوش أو فبركة أو تزييف .
رئيس الوزراء التقى أول أمس بنقيب الصحفيين العراقيين الزميل مؤيد اللامي في خطوة يراها المشتغلون في حقل الإعلام بأنها أكثر من مهمة على صعيد تجسير الثقة بين السلطة التنفيذية والسلطة الرابعة وبما يفضي الى التعاون المثمر والإيجابي على أسس سليمة بينهما .
رئيس الوزراء الذي عاش أعوام الإستبداد الصعبة وسنوات تكميم الأفواه قبل عام 2003 جدد تأكيده على أهمية الحريات الصحفية والإعلامية في البلاد ، وأكد على نهج الحكومة المساند لتلك الحرية وفق الدستور والقوانين النافذة .
ولأن حرية الصحافة والإعلام تعني الوصول الى الحقائق بكل شفافيه وإيصالها الى الرأي لعام ، فقد دعا رئيس الوزراء الى تعضيد مساعي الحكومة وأجهزتها في تقديم الخدمات وإحداث التنمية الشاملة والإصلاح ومكافحة الفساد ومواجهة التحديات الإقتصادية .
ان هذه الأمانة التي القاها السوداني على عاتقنا ، هي أنبل مهمة يمكن للإعلامي أن يحملها في مشواره المهني ، بل وتمثل جزءا مهما من واجبه ما يجعلنا جميعا أمام هدف واحد هو نقل الحقيقة للرأي العام وكشف مكامن الفساد ودعم المنهاج الحكومي الناجح .
فالإعلامي الناجح لا ينقل الهفوات والأخطاء والجرائم فقط بل يؤشر على الإيجابيات ويشير نحو المخلصين بأصابع الإستحسان ويكشف عن تلك القامات المهمة التي تسهم في نهضة هذا الوطن وإعلاء بنيانه .
فشكرا لرئيس الوزراء لأنه شريكنا في أعباء النهوض بالوطن وشريكنا في أمانة نقل الحقيقة الناصعة للمجتمع وشكرا لأنه الداعم الأول لنا في هذه المهمة المقدسة.