عبد القادر بن محمد
« إن تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم « .أية كريمة تحمل دلائل القوة عندما يعتنق القلب الايمان وتتجلى حقيقته في عزم الارادة عندما يكون العمل لله وحده دون انتظار مقابل من ارادة متحولة حول الاذواق والاهواء المتضاربة
و القوة لا تكون حتما للكثرة و لا يكون الضعف بالقلة فاعظم الاشياء البسيطة لانها تاخذ شكلا واحدا لا يقبل التحويل إلا اذا اردنا به تغيير الوجه الحقيقي له .والتاريخ سجل يخفي بين صفحاته مآثر الاحداث التي سجلتها الوقائع عبر العصور السالفة حيث لا يمكن تزيفها أواعادة صياغتها بارادة مأجورة لارضاء اهواء متضاربة حول حقيقة ساطعة لا تقبل الاحتجاب… فشعلة النور بامكانها حرق شحنة كبيرة من وهم الظلام . والنصر إيمان تولده القلوب… و حكمة عقل قبل ان يكون قوة جسمانية اوترسنة سلاح و إذا جاز لنا ان نقارن بين قوة العدد وضعفه فلنتأمل في الحياة لنرى الشر فيها ذرات كثيرة وبأشكال مختلفة او اوجه متعددة بينما الخير ذرة واحدة تملىء الكون ضياء وبهاء و رغم عدم التكافؤ بين ذرات الفناء وذرة البقاء.. فالقوة لذرة الخير رغم قلتها لأن الله يودع سره في اضعف خلقه و هو القادر على تحويل الضعف الى قوة و الهزيمة الى نصر إن تحقق الإيمان و كان الجهاد في سبيله و ليس من اجل متاع الدنيا و مفاتنها
فالإيمان قوة خفية بين الضلوع لا تفتك بها و لا تضعفها الدروع و هذا ما اظهرته فئة صاحبة حق مسلوب ضد جسم غريب تحصن من الضربات و تقوى بالتامر و تطاول بانبطاح سائر الاعضاء .» فالمؤمنون في توادهم و تعاطفهم و تراحمهك كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً « « أو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى « لكن أين نحن اليوم من هذا ؟ فالتامرالذي اضعف قوتنا الخفية .. الحصن المنبع وسحرنا الوهم المزركش و أحرقت شحنته نور الشعلة الخفية التي تغرس فينا عزيمة النصر و تجعل كل من امامنا ضعيف مهما كانت قوته الخارجية فصاحب الحق منصور واعوان الباطل مهزومون و إن كان رصاصهم الذي يقتلون به البراءة على قدر صحى الكون…