عبد الرسول الاسدي
قد نتحدث كثيرا ونكتب في بعض الأحيان عن أشياء تحدث ثم تجدنا في نهاية المطاف وكأننا لم نقل شيئا يذكر ، فاللغة أحيانا لاتكون صادقة في وصف أشياء كثيرة ومنها ما يحدث كل عام في الزيارة الأربعينية .
لقد إعتدنا على الأرقام المليونية لأعداد الزائرين التي تزداد كل عام بحمد الله ، لكن لنتوقف قليلا عند الرقم 22 مليونا وهو عدد الزائرين المسجلين لهذا العام بدقة رقمية حرص عليها القائمون على ذلك لتبيان العدد بدقة متناهية .
22 مليونا يعني بالضبط عدد ست دول عربية وربما أكثر قليلا…
تخيل معي ان شعب ست دول توجه الى كربلاء للزيارة وقام بخدمته العراقيون مأكلا ومشربا ورعاية وخدمة وتوفير للأمن والنظافة والعلاج وغيرها من مستلزمات الحياة وبأعلى درجات الإهتمام .
الا يستحق ذلك أن لا نكتب عنه فقط لأن الأقلام تعجز بل نقف طويلا عند القدرة الإلهية العظيمة التي وفرت لهذه الملايين كل ما تحتاج اليه في تنقلها وطعامها ومنامها ومسيرها وعودتها !
وإذا كانت كلمات الوصف لهذا الإبهار العراقي الكبير ، فان كلمات الشكر ايضا تعجز لكنها تبقى ضرورية لأن ما حصل يستحق الشكر والعرفان لكل عراقي غيور أسهم في إنجاح الزيارة فبذل من وقته وقوته وماله وجهده وفتح بيته أو أسهم بموكب خدمة أو قدم ولو كلمة طيبة لهذه الملايين التي زحفت على مدار عشرين يوما متواصلة صوب كربلاء المقدسة للتبرك بزيارة ضريح أبي الأحرار وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام .
كل الجهود الأمنية والحشدية والجهود الإعلامية والجهد الجبار لأصحاب المواكب الحسينية والمتبرعين من كل أنحاء العراق شكلت هذه الصورة الرائعة من الإخلاص لصاحب القضية المبدأ أبي الأحرار عليه السلام ورسمت خريطة طريق واضحة صوب الحق يدافع عنها العراقيون الأباة والمتمثلة بالحرية والخلاص والتمسك بالمبادئ الإنسانية العظيمة .
هنيئا لشعبنا ووطننا هذه الهوية المتفردة ولكل من أسهم في الإرتقاء بهذه الزيارة سنويا لتصبح تظاهرة عنوانها البذل والعطاء والجود والتعاون والتآخي والدفاع عن أسمى درجات الكرامة .