في إطار مواكبة التطور والحداثة بمجال حفظ الوثائق والتعرف على الأسس التاريخية لفلسفتها وتاريخها ، وسط الكم الهائل من المعلومات والبيانات المتداولة والتعريف بأهم المبادئ الأرشيفية وبهدف الاطلاع على أحدث الاتجاهات والبحوث المختصة بهذا المجال ، شارك ممثلي شركة نفط ميسان ، مسؤول شعبة الإعلام ( الدكتور حيدر محمد عبيد ) ورئيس لجنة حفظ الوثائق في الشركة الأستاذ ( على حسين عبد الصاحب ) ومقرر اللجنة ( المهندس جبار كريم إسماعيل ) في الندوة العلمية التي إقامتها ( وزارة الثقافة ) عن ذاكرة الوثائق وفلسفتها ، في سياق الاحتفاء بيوم الوثيقة العربية الذي انطلق بإشراف مدير عام دار الكتب والوثائق الوطنية السيدة ( إشراق عبد العادل ) . عقدت الندوة وسط حضور رسمي تمثل بوكيل وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور ( فاضل البدراني ) وعدد من السادة المسؤولين في الوزارة ، إضافة لممثلي الوزارات العراقية ، وجمع من النخب العلمية والأساتذة والأكاديميين والباحثين والمختصين. انطلقت فعاليات الندوة يوم الأربعاء ٢٠٢٣/١٠/١٨ بعنوان ( الوثيقة التاريخية : الأرشيف والفلسفة والذاكرة ) . وعلى هامش الندوة العلمية نقل وفد شركة نفط ميسان تحيات المدير العام المهندس حسين كاظم لعيبي ، وإدارة الشركة الى السادة المسؤولين في دوائر وزارة الثقافة من المعنيين بإقامة الندوة ، وأشاد الوفد بحسن الاستقبال واليات التنظيم علميا وثقافيا ، متمنين المزيد من النجاح والتقدم والازدهار لموظفي ومدير عام دار الكتب والوثائق . تضمنت الندوة خلال فقراتها تناول العديد من البحوث استهلتها السيدة إشراق عبد العادل بورقة بحثية بعنوان ( الرؤية والأفق ) مستعرضة خلالها رؤية المركز الوطني للوثائق وخططه الاستراتيجية في الحفاظ على الوثيقة ، فضلًا عن أهم مراحل تأسيس المركز وما تكبده من خسائر قاربت ٦٠ % خلال أحداث عام ٢٠٠٣ إضافة لأهم الخدمات التي تقدم للباحثين في ظل تزايد الطلب على المعلومات من جهة ، وازدياد عدد الوثائق من جهة أخرى ، أما البحث الثاني والذي حمل عنوان ( الوثيقة في فلسفة التاريخ ) للأستاذ الدكتور أياد كاظم راجح ، فقد تناول تتبع مفهوم الوثيقة والمكانة المنهجية التي شغلتها في ضوء فلسفة التاريخ النقدية ، سيما في ظل تأثر الوثيقة من حيث المفهوم والأهمية بحقل فلسفة التاريخ النقدية وتأثرها به ، من جانب آخر سلّط مدير المركز الوطني للوثائق السيدة ( لمى هاشم ) الضوء في ورقتها البحثية ( الوثيقة ذاكرة الأمة : الوثائق في القوانين العراقية ) على أهمية الوثيقة بوصفها ذاكرة الشعوب ورصيدها الأساس في تشكيل الوعي التاريخي ، فضلًا عن التطرق لتعليمات وقوانين الحفاظ عليها ، وتنظيم آليات الحفظ وسبل الاطلاع على الوثائق .وفي ختام فعالياتها ، أثنى وكيل وزارة الثقافة الدكتور فاضل البدراني على جميع الوفود المشاركة في الندوة ، واصفا إياها بحمل دلالات علمية ترفد الجوانب الأرشيفية وحقولها بمعارف ورؤى أكاديمية ذات قيم مهمة ، مختتمًا فقرات الندوة بتوزيع الدروع والشهادات التقديرية للمشاركين عرفانًا لجهودهم العلمية المميزة .