رسول الحاج عبد الامير التميمي / العراق /السماوه

مِنْ سطحِ قَصيدتي
عند عمود الليْل
تسْقطُ إمرَأةٌ يعتريها
توحشٌ مَلْغوم
1
شاعرٌ بَهي كالنخَيل خَصب الخيال المُصاحبِ للعَقْل المُحْاور والعجائِبي عَميق بِعفتهِ الشَاعِريةيُسْمِعك نَبضه وَإن كانَ ضَاجاً بما حَوله يُغني حين تَميلُ الشَمْس كما الحَمائم
وَقت الأَصيل يَتوضأ بِماءِ الشِعر وبصمت يبصُر مِنْ خِلال نافِذته المُسْتحبة للمَساء مٌسوَداته الأولى. بِصُورَة لَوْن الأمسِ
2
شاعِر لَمْ ينتَه بَعد مِنْ الحُب . وَمِنْ سَطحِ قَصِيدَتهُ . فَي الثُلْثِ الأخِير مَنْ اللَيْلِ تَسقطُ إمرَأة لَها صَوْت أُغْنِية جائِعة
كَصَوْت ضَوع الليْل تُسافر مَع نفْسِها تخَبىءُ سرها في ثنايا روحها لَها لَوْن النبيِذ المتَفْايضُ مَنْ كأسِه
المنكفِئة فَوقَ طاوَلَته المُشاكسة برداءة لحواره الأنَيق تسقطُ بثوبِها المَدروز حَتى الذَيل فوقَ أرصفة مُبتَلة مِنْ نَديفِ السّحاب .ما عادَت تحملُ إسْماً .تَستيقظُ بِنصفِ حِس مُبتلة مثل أجْنحة الفواخِت. عَيْناها تغِيمان رغْمَ إتِساعَهُما.لَمْ تدّرك وضوح نَهاراتِها بَعد. وَكأنَ كُل شيء توقف أو انْدثر والطريقُ لَما تَزل خَاليةٌ إلا مِنْ نَثيث مَطر يُضفي على الآرصفَة عَبق رائِحة البَلَل فَي صمْتٍ
يَنسجمُ وغِياب الشمْس .إمرَأة تمدُ كَفَيها الباردَتين المُنكَمشتين لِتتحسس ضباب الفجْر المضغوط الّذِي لَمْ يشفَ بَعد وَالسَماء تومض. تغني وتَدور على وَجه خُطى مَشيِها الوَئيد بِحجْازيات مَقْام مَألوف اللَحْن يَفوق تَراتيل طقوس قَداسَة.
ترسمُ صوراً أخْرى أَكثَر بَهاء
بِها هَوى يعانقُ النقْاء
يحرقُ صَمْت الأشْياء
كَي تبلغَ نافذة غرفتِها المُتصدعة وَزجاجها الجامعةِ لقطَرات المطَر الأَخيرة
وبرغبةٍ تَستنشقُ رائِحة خشبها المشبعَ بالبلل
حتى الملل