عبد الرسول الاسدي
هو السلام ومنه السلام الروحي والمجتمعي يبدأ وينتهي .وحين نأتي على ليلة القدر المباركة ليلة الفرقان والغفران والتوبة والرحمة والبركة والعتق من النار، وليلة سلام للمؤمنين من كل خوف. إنها أعظم الليالي قدرا ومنزلة عند الخالق جل في علاه. كيف لا وقد أنزل الله سبحانه وتعالى فيها القرآن على رسولنا الكريم صلوات الله عليه وآله وسلامه.
لا تكاد تحصى فضائل ليلة القدر بدءا بنزول القرآن ووصولا لما جاء فضل قيام تلك الليلة وما فيها من بركة ورحمة ومغفرة وأجر عظيم، وقد وزن ربنا تبارك وتعالى تلك الليلة بألف شهر في ثوابها وفضلها ومكانتها وعظيم وقعها في حياة المؤمنين.
( وماأدراك ماليلة القدر ) هذا التساؤل بحد ذاته يعكس أهمية هذه الليلة المباركة لكثرة خيرها وبركتها وفضلها، ومن بركتها أن القرآن أنزل فيها.
فهي ليلة سلام دائم حتى طلوع الفجر لا يحدث فيها داء ولا يرسل شيطان وهي ليلة كل ما فيها أمن وبركة وعافية، فهي ليلة سلام للمؤمنين من كل مخوف، ولكثرة من يعتق فيها من النار ويسلم من عذاباتها.
انها نقطة بداية في حياة المسلم لا نقطة عابرة، ويجب أن تكون منعطفا للتحول في حياته لا أن تكون مجرد حدث طقسي معين، ففضل هذه الليلة يعدل الكثير عند الباري تبارك وتعالى.
لهذا لنكن حريصين على إحياء هذه الليلة المباركة والإمعان في طلب الدعاء والمغفرة من لدن حكيم خبير والتوسل اليه باسمائه الحسنى أن يرحم أمتنا ويغفر لنا وأن يكون التواصل والتواد والرحمة بيننا على أعلى درجاته لأننا لا نجد في طول العام ليلة أفضل من هذه الليلة التي خصها سبحانه بالدرجة المثلى والرفيعة .
فهنيئا لأمتنا في هذه الليال المباركة وندعو بقلب مكلوم أن ينصرها الله على أعدائها وهم كثر وأن يدفع عنا كل شر وبلاء.