عبد الرسول الاسدي
مازال التفاؤل حاضرا في مخرجات زيارة رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني الى واشنطن التي تكللت باسبوع كامل من المقابلات الحثيثة واللقاءات المعمقة التي نستشف فيها دقة الملفات التي تمت مناقشتها وجدية الجانب الامريكي في التعاطي مع العراق وهواجسه بشكل واقعي بعيد عن المراوغة .
التفاؤل كان حاضرا بفتح آفاق جديدة للشراكة مع الولايات المتحدة، تتجاوز العلاقات الأمنية إلى علاقات ترتكز على الاقتصاد والاستثمار.
فلقاءات السوداني بالرئيس جو بايدن والمسؤولين الأميركيين،جاءت في ظل توتّرات إقليميةغير أنّ السوداني سعى إلى إبعاد الزيارة عن ذلك التوتّر ليركّز على إقامة علاقة متينة مع جميع الأطراف بما فيها إيران وأميركا، فضلاً عن رغبته في لعب دور محوري في تقريب وجهات النظر بين الأخيرتين.
والزيارة كانت تعزيزاً للحديث عن خروج القوات الأميركية من البلاد، وتأكيداً من العراق للولايات المتحدة بأن قواته الأمنية قادرة على إمساك زمام الأمور وبجاهزية عالية. لكن هذا لم يكن الهاجس الوحيد فالزيارة تهدف في المقام الأول إلى توثيق العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والثقافية والأمنية والسياسية وغيرها وتركزت محاورها على الجانب الاقتصادي وتطوير البنى التحتية عبر التعاون المشترك، وكذلك الاستثمار ما يجعلها عامل استقرار عبر توضيح رئيس الوزراء جميع الأمور الملتبسة، ومنها سعر الدولار وقضية المصارف المُعاقَبة وبقية الملفّات الحساسة.
اللافت للنظر ان رئيس الوزراء تحدّث مع الجانب الأميركي برؤية جديدة، وخاصة في قضية انتقال العلاقة بين العراق والولايات المتحدة من أن تكون مقتصرة فقط على الوضع الأمني واللوجستي، إلى محور جديد وهو الاقتصاد والاستثمار والنمو.
مراقبون يرون ان الزيارة ستنعكس ايجابا ليس على الرؤية الامريكية بل العراقية كذلك من خلال دفع البرلمان لتشريع قوانين مهمة لتخفيف البيروقراطية والعقبات أمام الاقتصاد وإعمار مناطق العراق خاصة في ظل الاصرار الحكومي على الخروج من التعامل النمطي الذي اعتاد عليه العراق منذ عام 2003 وهو تعامل أمني – عسكري، إلى تعامل سياسي اقتصادي استثماري، وهذه نقلة نوعية.