عبد الرسول الاسدي
نحن على أعتاب الشهر الفضيل وإستحقاق عقائدي مهم يتجلى في فريضة الصيام لكل الجوارح بلا إستثناء وخوض غمار اللقاء الروحي مع المعاني السامية النبيلة التي يشتمل عليها الشهر الفضيل .
ولعل هناك حقيقة تاريخية مهمة يجب علينا استحضارها في هذه الأيام الأخيرة من شعبان وبدايات شهر رمضان الفضيل تتجلى في كون الشهر الكريم واحدا من أهم شهور التحديات الجسام التي خاضتها الأمة في تاريخها . هو ليس شهرا للنوم والتقاعس عن العمل وليس شهرا لإهدار الأموال وتبديد الوقت في الطعام والإسراف في ملذات ما بعد الإفطار بل لنشر الرحمة والموعظة الحسنة وتقديم النموذج الإسلامي النبيل الأصيل على طبق من التمسك بالوعي والقدرة على استشراف النماذج التاريخية الأصيلة التي حفظت لنا هذا الدين الحنيف على مدار القرون .
نعم كلنا نعرف فضائل الشهر الفضيل وضرورات الحفاظ عليها والتمسك بها والإبتعاد عن محاذيرها لكن لا بأس أن يكون هذا الشهر في هذا العام نوعيا ومختلفا من خلال تعزيز القدرة الذاتية على التصدي لكل عوامل التفرقة والإبتعاد عن أدوات التصعيد والتباغض والتباعد ما استطعنا الى ذلك سبيلا .
نحن في أمس الحاجة لأن نطرق أبواب الرحمة من زاوية امتهان الفضيلة سلوكا وعملا اجتماعيا في حياتنا اليومية ونشر الوعي بخصوصها وإذكاء روح الجماعة في العمل المثمر البناء والإبتعاد عن كل ما يقود الى التوهين والاضعاف والتململ لان الله سبحانه وتعالى يريدنا أقوى واقدر وامنع لنكون خلفاء في الأرض يعمرونا وينونها وينشرون الفضائل فيها ويبتعدون عن الرذائل ما استطاعوا الى ذلك سبيلا .
هو شهر قد يعدل الوف الشهور حين نضع انفسنا على جادة الإستقامة من باب لا ضرر ولا ضرار بل تدافع في سبيل إعلاء كلمة الحق والدفع بإتجاه إيجاد مسالك مساعدة الناس ونشر الوعي بينهم ليعرف كل ذي حق حقه بل ليدافع عن حقوق غيره قبل حقه الشخصي .
التفاصيل التي يمكن ان نطلع بها في هذا الشهر على ذواتنا كبيرة وبها يمكن أن نمتلك تلاوين التغيير المختلفة شريطة ان نحسن الظن بأنفسنا بعد الله لننطلق بقوة أكبر وإرادة تقهر المستحيل .