الصحفي..صباح سليم علي …الموصل ..
الخط العربي في رحلته الثانية ألتي شملت كل إرجاء الوطن تقريبا».. …يسعى لأن يقوم في كل بقعة من تلك التي يقع اليها بمغزى من خصائصه في (.الحرف) المتنوع الأشكال وفي الكلمة ( الكلمة) العربية المتميزة بقدرتها على تفيير مضمونها ضمن تغيير مواقع حروفها فيها وعبر تركيب إشتقاقي. وفي ( الجملة) ألتي تتسع للمحتوى الأدبي والفكري إن يلج العمل التشكيلي ويعمق من إمكانيته التعبيرية. وذلك. تأكيدا» لخصيصة فنانينا في هذا المجال. فيكون لهم ان يتجاوزوا نزوع الفنانين الأوروبيين القائلين باعتماد الحروف في إعمالهم على مثل ماسعى بذلك ( بول كلي) و ( ماثيوس).وغيرهم كثير. ومستلهمين قدرات الخط العربي التشكيلية وإبعاد القيم الذهنية المواكبة لها ومستغلين خصائصه. وكثرة إشكاله وقابلية الحرف العربي على التمدد والتقلص والمشاكلة الفنية..وقد أصبح لهذه الظاهرة مريدوها الكثيرون الذين يتنادون الى إعتمادها إساسا» لحركة فنية تنهض بها مدرسة لها فرادتها في الجدة والأبداع والتميز .. إنطلاقا» من جماعة البعد الواحد ألتي سعت وبما اجتمع لها من فنانين موهوبين. الى تحقيق رؤية شمولية لموقفها من الحرف ذات بعد تنطيري يستلهم الحرف العربي بقيمه التشكيلية ومنزلته الأسلامية والصوفية وعلاقته التراثية وقدرته التعبيرية ..وعلى الرغم من إن الجانب التنظيري لم يستكمل نفسه في رؤية واضحة وشاملة فأن جهود بعض.. خطاطينا مازالوا يعملون على الأرتقاء بالجانب التنظيرى الى مستويات عالمية. وهذ مانشاهده في إعمال مدير معهد الفنون الجميلة للبنين في الموصل الخطاط الأستاذ رعد الحسيني. حيث يلتقي فن الخط العربي لديه بالفنون التشكيلية في الأسس التي يقوم عليها ..فهو تجسيد للكتلة والمساحة والخط والحركة..ومعالجة للفراغ والمركز. وهو موسيقى وايحاء وإنسجام.وتباين ومسار ولون لوقت متأخر اذ ظل الخط والفن التشكيلي عالمين منفصلين ..بل متنافرين ..فثقافة الخطاط. نشأته وتكوينه وحرفته هي محلية دينية على الأغلب ..بينما الفن الحديث شكل أخر وثقافة أخرى تعتمد ..في أغلب مفرداتها التقنية ..بل والذهنية ايضا»على ثقافة غربية ..رغم. ذلك احسن الخطاط إن بأمكانه. ان يلج عالم الفنون التشكيلية ويدفع مادته نحو مجالات أرحب مستفيدا» ..بل موظفا» هذه التقنيات لحرفته . وبالفعل أستطاع…الراحل يوسف ذنون ..ان يحقق خطوة جريئة في هذا المجال .وإنجز إعمالا» تختلف في مستواها الذوقي عن اللوحات الخطية التقليدية من حيث تصميمها وتنفيذها ..وهو حاليا» يعتبر مدرسة في هذا المضمار ……
ولعل محاولة رعد الحسيني نمودج إخر. ..فهى وان كانت في مراحلها الأولية فقد وفق ..الى حد كبير في المحافظة على تقاليد الخطـ وروحيته مع توظيف الفن لخدمة مادته الأساسية …وينطلق رعد الحسيني من إيمان عميق بروح الكلمة ومضمونها.. وحين. يتوجه بها نحو فضاء لامحدود فان الأية الكريمة تتخذ في بنائها الخطي مسارا ميتافيزيقيا» بتوغلها العميق نحو فضاء كوني .ومحققا» بارعا» له كتاب محقق طبع في مصر. عنوانه جامع محاسن كتابة الكتاب يتناول فيه ثمانية عشر فرع نوع من إنواع الخط العربي