عبد الرسول الاسدي
لعل هذه العبارة قريبة الشبه بعبارة إخدم نفسك بنفسك التي تستحق أن لا توضع في المطاعم فقط بل في كل مكان وأن تعلق كيافطة في القلب والضمير .
فليس هناك أحسن وأفضل من أن نخدم ذواتنا بانفسنا فنقدم لها ما تستحق من الخير الذي ننشده لها في كل الميادين . ولعلي هنا أستذكر مقولة الرائع البير كامو التي تقول ( ان المثقف من يستطيع عقله مراقبة نفسه ) فكم مرة إمتلكنا الشجاعة والقدرة على أن نراقب انفسنا بمراة عقولنا ؟
وكم مرة نفذنا فيها الى أغوار الذات كمسحلين بالثقافة العالية لنسجل نقاط ضعفنا مثلما قوتنا وندون الهنات التي تحدث هنا وهناك؟
في البدء وقبل كل شيء يتنافس عدد كبير من الزملاء والمتعلمين لينالوا لقب المثقف تارة وبعضهم قد يكثر من تناول القهوة أو يرتاد المحافل والمقاهي طمعا في زج أسماءهم في قائمة الثقافة التي تحتاج الى امكانات ذاتية أكثر من حاجتها الى عادات الرهط المثقف فقط وسلوكياته .
كلنا بحاجة ماسة الى أن نراهن على قدرتنا على مراجعة الأخطاء والعلل والاشكالات التي تصادفنا في حياتنا اليومية فنرهن انفسنا الى محاولات الإصلاح الجادة بغية تجاوزها الى الابد والعودة الى مرحلة البداية الاصح.
وكلنا في أمس الحاجة لأن نشاطر الآخرين متعة التحلي بالشجاعة وكفى لأنها وحسبما يقول ارسطو ستضمن بقية الصفات بكل تأكيد .تلك الشجاعة التي تجعلنا نعلنها على الملأ بشان حقيقة مواقفنا تجاه الأشخاص والأشياء والمواقف هي نفسها التي يجب أن نرفع منها شراعا لسفينتنا التي تبحر في بحر بناء الذات.
لكي نبني مجتمعنا ولكي نربي جيلا فاضلا متعلما ولكي يكون لدينا ثقافة رصينة واعية وإعلام مهني صادق: يجب أن نراقب أنفسنا في المقام الأول والأخير .