اقامت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين (ممثلية العراق)، ملتقاها الثاني في بغداد، تحت عنوان (غرب اسيا التحديات والمستقبل) الذي اقيم برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وحضور مكثف من قبل عدد من السياسيين والمحللين والخبراء في مجال السياسة والاقتصاد والامن والأكاديميين والإعلاميين، من داخل العراق وخارجه.
وابتدأ المنتدى بآيات من القران الكريم والنشيد الوطني وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق، تلاه عرض فيلم وثائقي قصير عن الرابطة الدولية، استعرض اهدافها وعملها ونشاطاتها على مدار السنوات الماضية، وضمها للعديد من الخبراء والمحللين السياسيين، وادارتها للندوات الثقافية والفكرية والسياسية.
من جانبه القى ممثل رئيس مجلس الوزراء معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعي السيد احمد الاسدي، كلمة عبر فيها عن أهمية الاستعانة بخبرات وطاقات وتحليلات أصحاب الشأن فيما يدور بالوضع السياسي بالمنطقة والعالم.
وقال الاسدي ان «التحليل السياسي والتصدي لهذا الملفات الخطيرة، هو مهمة ليست بالسهلة»، مبيناً ان «دور الاعلام مهم في الدولة الديمقراطية وكذلك دور المحللين والخبراء السياسيين».
وأشار الى ان «عشرات المتغيرات طرأت على وضع العالم، وغرب اسيا وتحدياتها هي من أكثر العالم سخونة واحداثها دائمة التغيير».
وأشاد الاسدي بدور الرابطة حيث بين انها «اخذت على عاتقها التصدي لجميع ما يهم البلد، وهدفها الاساس هو العراق وخدمته، وواجب علينا تقديم كل ما هو مهم لهم لمؤازرتهم في عملهم».
وختم حديثه بالقول ان «العدو يريد السوء لأبناء هذه المنطقة التي هي بحاجة الى الدعم بالكلمة والموقف والتحليل الصائب».
من جهته اكد السيد محمود الهاشمي رئيس ممثلية فرع العراق في الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين بان «اقامة الملتقى لهذا العام تحت عنوان «غرب آسيا التحديات والمستقبل» يأتي لأننا جزء من هذه الجغرافية التي تعج بالأحداث والتحديات».
واوضح الهاشمي ان «امريكا قد ضاق بها المكان واشتد عليها ضغط الشعوب، وبدأت ملامح ظهور قطب جديد يزيح عنا تفرد الغرب وسطوة سلاحه وجبروت سلطانه».
واوضح الهاشمي ان «هذا الملتقى يقام والكيان الغاصب تحت النار، و قبضة المقاومة تشتد عليه، وعلى المتخاذلين من أعوانه، ونرى نصرا قادما ان شاء الله ونوه رئيس مؤسسة الشرق الزميل عبد الرسول الاسدي الذي تم تكريمه في الملتقى الى ضرورة دعم الرابطة لاهميتها في انارة الوعي واغلاق نوافذ التعتيم والتزييف مشيدا بالفعالية والدعم مضيفا ، بان السياسة الاميركية العرجاء في العالم اثبتت تناقضها وكذب وزيف شعاراتها بعد ان سقطت ورقة التوت عنها ازاء العدوان الصهيوني الممنهج على اهلنا في غزة ولبنان .وقال الاسدي ان حراك الوعي الدؤوب انتج تغيرا مذهلا في الراي العام العالمي واصطفافا شعبيا كبيرا مع القضية الفلسطينية وفضح النهج الصهيو امريكي وادواته الهزيلة في المنطقة والعالم . واختتم الاسدي حديثه بالتاكيد على ان الروح المقاومة قادرة على هزيمة ادوات العدوان مهما كانت شراستها وقوتها وفتكها وان النصر قادم لا محالة .
ومن لبنان المقاومة اكد رئيس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين الدكتور.محسن صالح ان ، «العراق هو التاريخ والحضارة، والان هو بحالة متقدمة سيما وهو محاط بهكذا مجموعة من المحللين السياسيين الذين يفكرون بأحداث اسيا بأجمعها».
وأعرب صالح عن «شكره لوسائل الاعلام على تغطيتها والاستعانة بهذه النخبة المميزة، والجهد الذي تقدمه الرابطة في العراق، كونه يحتاج الى كثير من الجهود من اجل خدمته والنهوض بوضعه العام».ولفت الى ان «العراق شريك في الطف والطوفان، مبيناً ان «الطف غيرت التاريخ والطوفان كذلك سيغيره».
ونوه الى ان «الدماء التي تسقط في فلسطين واليمن والعراق يجب ان تكون مداد الاقلام لكي يكتب التاريخ من تلك التضحيات».
وأشار الى ان «الاستعمار لا يبني الاوطان وانما يخربها ويقتل شعوبها ويذيب عقولها، ويهاجم علمائها، لان العقل يستطيع ان يقدم أنموذجا حضاريا جديدا».
وفي خضم ذلك تم تكريم جملة من الاعلاميين والمحللين السياسيين من مراكز أبحاث متعددة، وهم كل من احمد الياسري وابراهيم السراج وحيدر عرب الموسوي، عباس الجبوري، صباح زنكنة، سعيد البدري، صلاح موشي، هيثم الخزعلي، مهدي الكعبي، هاشم الكندي، علي عبد الرزاق ، كاظم الحاج، محمد الصحاف، احمد العنزي».وقدمت العديد من البحوث من مراكز الدراسات حول الاوضاع الديناميكية المتغيرة بمنطقة غرب اسيا، ومن ضمنها بحث الفريق عبد الكريم خلف والمحللين السياسيين بلال خليفة، د. عبد الحسن العسكري وهيثم الخزعلي وعائد الهلالي وعلاء محسن.
كما تضمن جملة من المداخلات من قبل الحاضرين، حول الأوراق البحثية التي قدمها المشاركين بخصوص أوضاع المنطقة، ووجهت أسئلة مباشرة الى أصحاب الأوراق البحثية ليتوسع النقاش بين الجانبين. وحضر الملتقى نائب رئيس اتحاد الاذاعات والتلفزيونات العراقية الشيخ ناصر اخضر وامينة سر الرابطة الست وفاء حطيط وقادة احزاب سياسية ورجال دين وكبار المثقين واهل الفكر والراي ،ونقلت العديد من وسائل الاعلام وقائع الملتقى نقلا مباشرا . يشار الى ان الرابطة الدولية كانت قد عقدت ملتقاها الأول في بغداد عام 2023 المنصرم.