كتب رئيس التحرير :
يصر رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو على البقاء في سدة الحكومة اليمينية المتطرفة في تل أبيب لأطول وقت ممكن وهو ما يعرفه الجميع وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ، ولهذا السبب لا يتورع عن القيام بأي فعل إجرامي لتحقيق هذه الغاية التي يحاول من خلالها التملص من الملاحقات القضائية التي تنتظره بتهم الفساد المالي والإداري بمجرد مغادرته كرسي رئاسة الوزراء .
فكلما إتجهت الأمور نحو التهدئة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين حماس وتل أبيب يقوم نتنياهو بإرتكاب جريمة تعرقل ذلك وتعقد المشهد وتدفع بالأمور نحو مزيد من التصعيد والتأزيم.
جريمة إغتيال إسماعيل هنية خرق للقانون الدولي ولقواعد الإشتباك وإستهتار بكل المواثيق وهي ترقى لأن تكون جريمة حرب علاوة على إنها قد تتسبب بحرب كبرى في المنطقة . ولمن يحاول التقليل من تداعياتها نعيد تذكيره بالسبب المباشر لإندلاع الحرب العالمية الأولى التي قضت على عشرين مليون إنسان ودمرت شعوب وإنهارت بسببها إمبراطوريات ودول وكانت شرارتها الأولى عملية إغتيال !
فكيف لا يمكن أن تؤدي حادثة إغتيال هنية الى كل سيناريو محتمل وهي التي ترافقت مع إغتيال قيادي كبير بحزب الله يوصف بأنه رئيس أركان الحزب والرجل الثاني بعد السيد حسن نصر الله ، ومحاولة إغتيال محمد الضيف القائد العسكري لحماس والذي مازالت حماس تنفي إستشهاده فيما تؤكد ذلك إسرائيل !
من يفكك الازمة ويحاول ان يجمع أحجارها المتناثرة من جديد عليه أن يبعد نتنياهو عن سدة الحكم لأنه المسؤول الأول والمباشر عن كل تصعيد محتمل تعيشه المنطقة وكل تداعياته هي عبارة عن أفكار مسمومة في خياله المريض بلغة الدم والقتل والترويع وكل أشكال الإجرام .
في مقابل ذلك وكما حدث سابقا ومرارا وتكرارا ياتي السلوك الأمريكي غريبا ومتناقضا ويكشف الحجم الكبير من الإرباك لدى الإدارة الأمريكية في التعاطي مع الأزمة . فبدلا من أن تلجم الثور الهائج في حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل ، نجدها تدعو الى التهدئة وتحاول الضغط على إيران ومحور المقاومة عبر رسائل ووسطاء ووفود متناسية أن من أشعل فتيل الأزمة هو تلك الحكومة الدموية في تل أبيب وهي من يجب أن تتلقى ردا واضحا وحاسما من المجتمع الدولي وليس العكس .
ان محور المقاومة بقيادة إيران عازما على الرد بشكل حتمي وهو ما أكده قائد الثورة الإسلامية الإمام علي الخامنئي واضعا النقاط على الحروف ما أرعب الكيان الصهيوني وحليفته أمريكا وشركائه ، لأن ماحدث كان تجاوزا فضيعا وإهانة لا تغتفر ومساس بكرامة وامن كل شعوب المنطقة وقضاياها .
لهذا السبب فعلى المجتمع الدولي ان تكون له وقفة جادة ومسؤولة تجاه هذا الكيان المتغطرس المجرم الذي أراق دماء الفلسطينيين الأبرياء في غزة ولبنان واليمن وسوريا وأن تكون رسائله في كل المحافل الدولية مناهضة لمنهجه الوحشي وتنطلق من ثوابت القانون الدولي ومحكمة العدل الدولية لإجباره ان يتصرف وفقا لقواعد السلوك التي تحترم سيادة الدول وحرية وكرامة الشعوب لصناعة سلام دائم في ربوع المنطقة والعالم أجمع .