شادية غورلي
شيءٌ ما منك مازال يسكنني في أواخر الليل، في بدايات الفجر، كأول حديثٍ نشأ بيننا، في الثانية بعد منتصف الليل، في أيام تشارين التي كانت تحمل رائحة المطر في طيّاتِ أيامها الدافئة الممزوجة بدفئك ودفء قدومك لحياتي، نشرت كل أحاسيسك كمن يريد من الناس بأن يصدقوه ويتأكدوا بأنه رجلٌ طيبٌ شهم حُسنُ الأخلاق، ورحلت كمن قتل قتيلاً واتضح بأنه مُجرِمٌ سفاحٌ ورحل.أيامي هذه مليئة بكل شيءٍ منك، بطيبتك وقسوتك ودفء كلامك الذي لم أنساهُ لهذا اليوم، ودفء الساعة الأولى لكلامنا، ودفء الحُضن الأول للقائنا، ودفء القُبلة الأولى، وحُمرة خداي، وشاربك الذي غضبت لأجله لأنه أعاقّ القُبلة الأولى التي سرقتها مني، كلها دفء أيامٍ عِشناها سويًا، وأبشع ما كان في نهايتها أننا ولأسبابٍ ولسوء فهمنا لبعضنا جيدًا نتع كُلٌّ منّا الآخر بكلماتٍ تركت أثرًا موجعًا في قلوبنا لدرجة أننا لن نعود كما كُنا يومًا حتى لو كان الدفء نفسه الذي نحمله لبعض، لن نعود ولن يعود دفء بداية كل لحظةٍ لنا، وسيبقى هذا الليل وبداية كل فجر يحمل لي كل يوم وكل حديث وكل كلمةٍ قلتها، تلك الكلمات والأمان الذي لم أعشه مع أحدٍ غيرك..
كل شيء سيبقى يذكرني بك..
سلامٌ لك يا أيها الرجل الراحل رحيل الأبدية..سلامٌ على حُبنا الذي لم يكتمل..
سلامٌ على قلوبنا التي ستبقى تحترق..
رُبما وفي حياةٍ ثانية سنلتقي..