عبد الرسول الاسدي

ترقبنا منذ زمن بعيد أن نهيم على وجوهنا في ماراثون صناعة الوطن لنخرج على بواكير البداية الأصح ونصبح مشرفين على الغد من شرفة الإشراقة الأصح .

يحضرني هنا ذلك القول لشارل بودلير ( وحدهم الحالمون يحبون الشتاء القاسي ) لهذا ربما عشقنا شتاء الوطن لأننا نحلم طويلا بوطن سعيد يبتهج أهله بضجيج الغد وصناعة مستقبله الرصين بوعي ومسؤولية وقدرة ذكية على الإبتكار . لهذا السبب ربما تجدنا الأقدر على أن نتامل كثيرا في كيفية صناعة الغد بمكنونات الإيثار لنقفز على المسافات ونرهف الحس بإبداعنا الأنيق .

ربما تكون أحلامنا أكبر من أن نستطيع الإيغال في مسارات المستقبل ، لكن الشيء المؤكد أن الكثير من أحلامنا قابلة للتحقق لأن تلك الحكاية التي نعجز فيها عن إستنساخ الأساطير تعجزنا . أتذكر هنا ماقالته ذات يوم هدباء القباني لوالدها الشاعر الكبير نزار القباني ( أنت أفسدت حياتي لانني كلما قارنت رجلا بك سقط من عيني ) !

لانريد لأحلامنا أن تسقط بل أن تصبح أساطير من ورق تنثني عند  حافاتها المستحيلات ويكتحل في مسافاتها الأفق المزدان بالأمل والبهجة والسعادة . في وطننا ثمة مساحة مزدحمة بالتفاؤل إننا قادرون على صناعة غد أجمل حين تكتمل تلك الأمنيات الجميلة وتصبح بعنوان الندى وقدرة العقل على الإبتكار . نوقن تماما أن في شباب العراق وبناته من القدرة الكبيرة على إنتاج الغد وإعادة صياغته بمسؤولية ووعي ودراية لا منتهى لها وفي قمة الروعة والقدرة على الإرتقاء .

معا سنغير وجه العالم ونحول وجع الوطن الى مستقبل جميل تتعطر تفاصيله بالإنجازات الكبيرة المثلى وسويا سنطوي صفحة الألم كما طوينا صفحات الطائفية والإرهاب وداعش وسواها . لأننا بالحب ننتصر وليس هناك من يملك حبا أكبر من حب العراقيين لوطنهم