عبد الرسول الاسدي

حين قال عبد الرحمن منيف عبارته الرائعة ( في بلادنا نحن أرخص الأشياء ) كان يعني الكثير مما نخفيه نحن وامتلك هو الجرأة ليتحدث عنه بطلاقة ووضوح وصوت عال .لكن ما الذي يمكن أن نتحدث عنه من قائمة طويلة من الأشياء التي تترنح تحت طائلة الترخيص بلا سبب لحياتنا من حولنا .

قبل يومين زارني في المؤسسة صديق قديم اشتكى من زحام المحكمة الشديد بالمحامين فضحكت وقلت له : المحامون لا يتزاحمون لكن قلت أن القضايا كثيرة قال نعم وأغلبها طلاقات ومشاكل لم نسمع بها سابقا. أروقة المحاكم مكتضة بقضايا طلاق مرعبة ومهولة وقصص صادمة تقود لقضايا متبادلة وحروب تنشب بين الأزواج فالعوائل وهكذا.

الأرقام المعلنة عن عدد الطلاقات صادمة حتى تكاد تبلغ ارقاما قياسية وفي معظمها تلعب وسائل التواصل دورها في التخريب علاوة على الأوضاع الإقتصادية والبطالة وغيرها.

ورغم كل ذلك لم نشهد أي خطوة حكومية لإنشاء أو دعم مؤسسات تعني بالحفاظ على كيان الأسرة أو تدارك الضرر الناشئ عن حالات الطلاق قبل استفحالها.

لا إرشادات لا توعية لا تقويم لا توجيه بل يترك الأزواج يخوضون حروبا لا تنتهي إلا بالطلاق وأحيانا العنف.

المخدرات تفتك بالمجتمع والشباب أول ضحاياها والأمور وصلت حدودا لا تطاق ومع ذلك فاجراءات الإصلاح والتأهيل غائبة وبدلا عن تأهيل وإصلاح المتعاطين فانهم يزجون في السجون باعتبارهم مجرمين فيفقدون فرصهم في حياة مثلى.

واتذكر هنا المقولة الذائعة( أحيانا لا يحتاج الأمر لأن تكون قويا لتخلق أزمة ..يكفي أن تكون غبيا جدا )

الإهمال قد يفتك بمجتمع ويفكك أسرة ويقود لتدمير أمة لهذا ينبغي أن تكون هناك إجراءات تشعرنا بها الدولة أن المواطن ليس في ذيل قائمة الإهتمام بل في صدارتها.