د. عادل الجبوري
صحفي وكاتب سياسي
تعد حرية الصحافة حجر الأساس لأي مجتمع ديمقراطي يسعى إلى الشفافية والمساءلة. وفي العراق، حيث واجه الصحفيون تحديات جسيمة على مدى العقود الماضية، برز مؤيد اللامي كنموذج للقيادة التي تسعى لحماية الكلمة الحرة والدفاع عن حقوق الإعلاميين. فمن خلال رئاسته لنقابة الصحفيين العراقيين، لعب دورًا بارزًا في تعزيز بيئة عمل أكثر أمانًا للصحفيين، وتقديم الدعم القانوني والمهني لهم، فضلاً عن تمثيلهم في المحافل المحلية والدولية.
*مؤيد اللامي.. صوت الصحفيين في الأوقات العصيبة
لم تكن مهمة الدفاع عن حرية الصحافة في العراق سهلة، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي شهدتها البلاد. لكن مؤيد اللامي أثبت أنه صوت الصحفيين في مواجهة التضييق والتهديدات، حيث دأب على المطالبة بحماية الصحفيين من العنف والانتهاكات، وسعى لتوفير بيئة عمل آمنة لهم من خلال الضغط على الجهات المختصة لتشريع قوانين تحمي حقوقهم.
كما تصدى لمختلف أشكال الانتهاكات، ورفع الصوت في وجه أي ممارسات تهدف إلى تقييد حرية الإعلام، مؤكدًا في العديد من المناسبات أن الصحافة الحرة ليست ترفًا، بل حق أساسي لكل مجتمع يسعى إلى التقدم.
تشريعات لحماية الصحفيين
من أبرز إنجازات مؤيد اللامي سعيه الدؤوب لتطوير القوانين التي تحمي الصحفيين وتكفل لهم بيئة آمنة للعمل. فقد قاد جهودًا كبيرة لإقرار تشريعات تعزز حرية الإعلام وتوفر الضمانات القانونية للصحفيين، سواء فيما يتعلق بحمايتهم من الاعتقال التعسفي أو ضمان حقهم في الوصول إلى المعلومات دون قيود.
كما كان له دور بارز في الضغط من أجل تفعيل قانون حقوق الصحفيين، والذي يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز حرية الصحافة في العراق، حيث يوفر القانون ضمانات تحمي الصحفيين من الاعتداءات أثناء أداء واجبهم، بالإضافة إلى تقديم تعويضات لعائلات الصحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء العمل.
دعم الصحفيين ماديًا ومعنويًا
لم يقتصر دعم مؤيد اللامي للصحفيين على الجانب القانوني فحسب، بل امتد إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها العاملون في المجال الإعلامي.
• قام بتوفير برامج تدريبية لتطوير مهارات الصحفيين، وتأهيلهم لمواكبة التغيرات في عالم الإعلام.
• عمل على دعم عوائل الصحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء أداء واجبهم، وتقديم المساعدات لهم.
• حرص على تحسين الظروف المعيشية للصحفيين من خلال تقديم مبادرات إسكانية وتأمين صحي لهم.
تمثيل العراق في المحافل الدولية
على الصعيد الدولي، كان مؤيد اللامي ممثلًا قويًا للصحفيين العراقيين، حيث شارك في العديد من المؤتمرات العالمية، مدافعًا عن حرية الصحافة في العراق، وناقلاً لمعاناة الصحفيين في بيئة عمل محفوفة بالمخاطر. وقد ساهمت جهوده في تعزيز صورة الصحافة العراقية على المستوى الدولي، وربطها بمؤسسات إعلامية عالمية لدعم حرية الصحافة في العراق.
إرث مستمر في الدفاع عن الصحافة
لقد أثبت مؤيد اللامي أن حماية الكلمة الحرة ليست مجرد شعارات، بل مسؤولية تتطلب مواقف شجاعة وعملًا مستمرًا. وبينما لا تزال التحديات قائمة، يبقى دوره محوريًا في دعم الصحفيين، وتمكينهم من أداء واجبهم بحرية واستقلالية. فبفضل جهوده، بات للصحفيين العراقيين درع يحمي حقوقهم، ويضمن لهم بيئة أكثر أمانًا لممارسة دورهم في نقل الحقيقة.
في النهاية، تبقى حرية الصحافة مسؤولية جماعية، لكن وجود شخصيات قيادية مثل مؤيد اللامي يمنح الأمل بأن الكلمة الحرة ستظل صامدة، رغم كل التحديات.