قاسم الغراوي
تعتبر ماسات حلبجة من اكبر الجرائم التي ارتكبت ضد الانسانية حيث تعرضت في ١٩٨٨/٣/١٦ إلى القصف بالاسلحة الكيماوية من قبل نظام صدام البعثي استشهد جراءه قرابة عشرة الآلاف من الشيوخ والنساء والاطفال ، وتوفي بعد ذلك حوالى 10 آلاف شخص، بسبب المضاعفات التي تركها هذا السلاح المحظور دولياً، وعانت المدينة من آثار بيئية مدمرة، استمر بعضها حتى الوقت الراهن. وخلفت الصور الأكثر إثارة في الذاكرة والوجدان الانساني .
بعد مرور حوالى 32 عاماً على نهاية الحرب العراقية الإيرانية، لا يزال بعض سكان إقليم كردستان في العراق، يطلقون صفة «الشهيدة» على مدينة حلبجة، التي تعرضت لقصف كيماوي أسفر عن موت الآلاف من أبنائها.
وحلبجة، هي منطقة تابعة لمدينة السليمانية في الجزء الشمالي الشرقي من العراق، حيث تقع بالقرب من حدود البلاد مع إيران، لذلك كانت تجربتها مع الحرب العراقية الإيرانية مختلفة، لكنها انتهت بمأساة.
ان ماتعرض له حلبجة الشهيدة جريمة يندى لها جبين الانسانية فالنظام الصدامي الاجرامي كان وحشيا في حكمه ولكنه لم يكتفي بالوحشية فقط بل تعداها بوصفها خالية من كل القيم الاخلاقية والانسانية والا بماذا يفسر قصف شعبه باسحلة محرمة دوليا.
الهجوم الكيمائي على حلبجة، كان هجوما بالأسلحة الكيميائية ضد الأكراد في كردستان العراق خلال الأيام الأخيرة من الحرب الإيرانية العراقية جاء الهجوم في إطار حملة الأنفال في كردستان وشاهد العالم صورا مؤلمة لجريمة العصر جثث للشيوخ والأطفال الرضع والنساء بعدما لقوا حتفهم بالغازات السامة القاتلة .
ترتبط مأساة حلبجة في الذهنية الكردية بأحد أكثر المسؤولين دموية في نظام صدام، وهو قريبه علي حسن المجيد، الذي كان وزيراً للدفاع، ولكثرة ارتباط اسمه بالهجمات الكيماوي، أطلق أكراد العراق لقبَيْ «علي كيماوي» و»علي حسن المبيد» بدلاً من المجيد، على الوزير العراقي. وفي ما بعد، انتقل اللقبان إلى الاستخدام في مدن العراق الأخرى.
إن الهجوم الكيماوي على حلبجة هو أحد أخطر الجرائم في التاريخ، وأن العالم تأخر في الاعتراف بأنّ نظام صدام ارتكب هذه الجريمة ضد الشعب الكردي.