عبد الرسول الاسدي
في البدء كان الرافدين، ثم كانت الحضارة ، كان العراق فدارت العجلة وخط أول حرف بالقلم وتسابقت المعارف والفنون والعمران
لكن هذه الدورة التأريخية ظلت متأرجحة بفعل سياسات الدولة القابضة على كل شيء رغم مرور عقدين على التحول الديمقراطي الذي يفترض أن ترافقه إجراءات تكفل التحول الإقتصادي كذلك.ولعلي أتذكر هنا بما أننا في فصل الشتاء تلك الهمسات المكظومة التي أطلقتها كلمات شاعر المطر بدر شاكر السياب من بصرة الخير وهو يقول :
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً، كانت السماء تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر،
وكلَّ عام حين يعشب الثرى نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ.
و أعوام الجوع تلك إنطوت ، وإنتهت أيام المقابر الجماعية والحروب والحصارات وبدأنا رحلة الألف ميل من الإنجاز والإنماء برؤية حداثوية تؤسس فيها الدولة لمنهج جديد يكون في صانع القرار.
ومن هنا يأتي إصرار حكومة الأستاذ محمد شياع السوداني على فتح الباب واسعا أمام شراكات إقتصادية ولدت لتكون فرصا للإرتقاء لا مجرد شعارات فارغة.
لعل الثورة الإنتقالية في هذا المضمار تمثلت في مؤتمر بغداد الذي أعلن عن خلق فرص إستثمارية مهمة في طريق التنمية ما يمثل نقلة نوعية حقيقية ليس في إيجاد منافذ للتمويل بل وايضا فرص لإلتقاء الإرادات في المنطقة عبر بوابة الشراكة.
توسيع دائرة الإعتماد على شركاء للحكومة من الداخل والخارج في مشاريعها التنموية يعد بالكثير خاصة أن وزارات أخرى إستطاعت الحصول على تأييد حكومي واسع في أن تخطو صوب شراكات واعدة في كل المجالات .