عبد الرسول الاسدي
(نجدد التأكيد على مد يدنا لجميع دول الجوار من أجل حفظ أمن وإستقرار منطقتنا وتقدمها وإزدهارها الإقتصادي بما يحقق رفاهية شعوبها)
تلخص هذه العبارة التي أطلقها رئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني في إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول من العام الماضي سياسة العراق الخارجية الراكزة والواضحة المعالم التي أرست ملاحها الحكومة الحالية وحققت فيها نتائج واضحة يشار لها بالبنان .
فمنذ تشكيلها ركزت حكومة السوداني على مد جذور الدبلوماسية العراقية على الساحتين الإقليمية والدولية، من خلال ممارسة سياسة التوازن في العلاقات، والإبتعاد عن التصعيد في الخطاب أو الإنجرار وراء الصراعات بشكل ينتج أفضل العلاقات مع المحيط والمنطقة أجمع .
لقد حرص رئيس مجلس الوزراء منذ تشكيل الحكومة، على إيضاح هذه الفلسفة بسلسلة من الجولات والزيارات التي شملت دولا أوربية مثل ألمانيا وفرنسا، وروسيا بالإضافة الى واشنطن ودول الجوار مثل الأردن والكويت والإمارات العربية المتحدة وإيران وتركيا، وشارك في مؤتمر القمة العربية – الصينية الذي أقيم في المملكة العربية السعودية، وفعاليات دولية كثيرة مثلما حرصت بغداد على إستضافة اكثر من ملتقى دولي وعربي وإقليمي ، فضلا عن تقديم طلب لإستضافة القمة العربية في عام 2025 ، في خطوات مثمرة أثبتت نجاح بغداد وحكومتها في إنتهاج سياسة معتدلة قوية قادرة على إظهار العراق بشكله الحضاري صاحب الدور الريادي .
ليس لدى العراق خطوط حمراء أو تعارض مع الدول التي يتعامل معها( عدا الكيان الصهيوني ) وتؤمن حكومتنا بمبدأ المصلحة المشتركة في تطبيق دقيق لما جاء في البرنامج الحكومي من تطوير هذه العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة من أجل استقرار العراق ، وتحويل الساحة المحلية من منطقة صراع إلى منطقة تلاقي المصالح. والعراق يسير في الإتجاه الصحيح المبني على أساس أن يقف على مسافة تَقِيه من شرور حروب بل يعمل بالضد من ذلك على تعزيز الشراكات وتقريب وجهات النظر وقيادة جهود التهدئة والتقارب بين المختلفين .
السياسة الخارجية للعراق اليوم صلبة ومتينة ولا مكان فيها للمواقف المزدوجة أو الخطاب التصعيدي بل ترسم مسارات لعراق يؤمن بالسلام في المنطقة والعالم .