عبد الرسول الاسدي
بات جليا ان الغموض الذي كان يحيط بسرقة القرن بدأ يتكشف شيئا فشيئا مع القبض على مزيد من المتورطين وإسترداد المزيد من الأموال الطائلة التي تم نهبها من خزائن الأمانات الضريبية والتي تصل الى مليارات الدولارات . المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس هيئة النزاهة مؤخرا كشف ان رئيس مجلس الوزراء يتابع بشكل يومي أو أسبوعي الخطوات التي تقوم بها الأجهزة القضائية والأمنية في تعقب المتورطين بسرقة القرن والقاء القبض عليهم ومصادرة الأموال التي سرقوها وهو ما يحسب للسوداني والكابينة الحكومية .
فلم يحدث أن سمعنا ان أيا من رؤساء الوزراء السابقين قد تحرك بجهد شخصي ورسمي وبشكل حثيث من أجل إستعادة متورط بسرقة المال العام وإستعادة ما قام بسرقته فكيف الحال وقد بلغ عدد المتورطين بالسرقة أكثر من 30 شخصا بعضهم تم القاء القبض عليه وجلبه من خارج العراق كما هو الحال مع العقل المدبر للعملية والمسؤول المباشر عنها نور زهير أو شركائه في الجريمة المذكورة الذين استرد بعضهم من تركيا .
التفصيلات العملياتية التي أعلنها رئيس هيئة النزاهة في مؤتمر صحفي جسدت فعلا لا قولا ان هناك جهد وسعي لتحقيق العدالة وان الرأي العام المحلي محترم ومقدر وان الحكومي تعي جيدا ضرورة أن يعرف الشارع كل شيء بلا لبس ودون مواربة.
ولعل السؤال الذي يدور في الاذاهان منذ الإعلان عن السرقة والمتمثل بالمقدار الحقيقي للمبلغ المسروق أصلا والذي تصل قيمته الى قرابة 8 مليار دولار أي ثلاثة أضعاف ما أعلن سابقا هو ما قد يوسع شبكة التحقيقات ويطيح بالمزيد من الرؤوس الفاسدة ويفتح الطريق نحو تحقيق العدالة التي ينشدها الجميع .
ان تحديد فترة أسبوعين للجهات الضريبية لحصر الأموال المسروقة واعلان ذلك على الهواء مباشرة في المؤتمر الصحفي يعني ان الجدية حاضرة لكشف كل الملابسات التي ننتظر أن تطيح بكل المتورطين بعناوينهم المختلفة ومهما تفرقوا في داخل الوطن وخارجه .