عبد الرسول الاسدي
زرت لبنان لاكثر من مرة في الاعوام السابقة وفي كل جولاتي كانت بيروت هي القبلة التي يتوجه اليها كياني والضاحية هي البوصلة التي استدل بها على كل بيروت .
هناك حيث الناس الطيبون من كل الاهواء والانساق يعيشون معا كانهم اطيار توجهم شجرة هذا البلد الذي ينعم بالود والمحبة والمؤآخاة ويتمنى مثلما نتنمى جميعا ان يعود سليما معافى كدرة في تاج العروبة الجميلة .
قطعا وبدون اي مبالغة لم اشعر يوما اني في بلد غير بلدي او اني في بلدي الثاني مثلما يحاول البعض تجميل الصورة حين ينتقلون الى مكان اخر ، بل شعرت في كل زياراتي اني بصحبة اصدقاء اعرفهم ويعرفونني .
بسطاء حد الدهشة وطيبون الى درجة انك تشعر معهم انك في حفاوة لا مثيل لها يتبادلون معك التحية واطراف الحديث بود كبير بمجرد ان يعرفون انك قادم من ارض العراق ، ارض الرافدين والحضارة والتاريخ والمصير المشترك .
بعضهم زار العراق وحفظ بعضا من الكلمات الشعبية التي يتندر بها معي واخرون ممن لم تسنح لهم الفرصة عبروا عن امنياتهم القلبية بان يحظوا بزيارة بغداد ولو لمرة واحدة ليس لانهم يشعرون انها بلدهم الثاني بل بين شعب يربطهم به حب كبير ومصير وتاريخ ومودة .
جناية الضاحية انها مقاومة ، وانها احتضنت تلك السواعد المدافعة عن بيروت وعن كل لبنان وانها رفعت لواء المقاومة باكرا منتفضة ضد الاحتلال والعدوان وارادة التصهين والتركيع.
هذه الجناية الوحيدة لاهل الضاحية الطيبون المسالمون الذين لا يفرق بينهم دين او طائفة او قومية بل لم اسمع يوما امثال هذه المسميات والنبرة التي تشكك بالاخر او تحاول النيل منه لان الجميع يؤمن بوحدة لبنان ومصيرها وسيادتها وامنها وتلاوين انساقها .
فسلاما على بيروت وضاحيتها الجميلة وعلى كل الرافضين لمنهج الاستسلام والخنوع والركوع في مواجهة الغطرسة الصهيونية والمجد للشهداء والشفاء للجرحى وبيوتنا مفتوحة للعوائل التي لا تجد ماوى في ظل الوحشية والهمجية والعدوان المستمر ….وكلنا لبنان لان لبنان لكل المحبين .