عبدالباري المالكي
نَوحيْ شجيُّ ،وكل نوحي يكذبُ
إلّا عليـــــكَ فإنـهُ النــوحُ الأَبُ
نَيفٌ وألفٌ قــد مضيـنَ وإننــي
وحروفيَ الثكلى نضِجُّ وننـدُبُ
أصبو الى وهَـجٍ بعــزكَ مُلهِمــاً
فينا الإباءَ وألفَ لاءٍ …تُكتــــَبُ
نَوحي شجيّ ٌ هل سواكَ يشدّني
فدماكَ تجري في العروق وأقرَبُ
أبكيــــكَ ، إذ أبكـي بكـاءَ متيّــمٍ
وأنوحُ مثل النائحاتِ وأطــرَبُ
عينيْ بكَتْكَ وقد تقرّحَ محجري
هلّا لتفـتَّ لأدمعٍ تَتَسكّــــبُ
حاشا لقدسِكَ أن تكـونَ مناحــةً
دون السلوك ومنهجٍ لاينضبُ
همّوا على كِبَرِ الخطيئة فانزووا
وعلى مشـارف ذلّهم تتــوثّــبُ
عَطِشـاً يلوذُ بجسمهِ في رملهـــا
والسهـمُ فـي أحشـائـهِ يتشعّــبُ
ودمٌ الحسين يـنــزُّ مـن أعـمـاقــــهِ
وملائك السبـع السمـا تتعجّــبُ
قُتِلَ الحسينُ كأنهُ شمـــــسٌ هــوَتْ
وحسينُنا شمسُ الإبا لا تغـرُبُ
قُتِلَ الحسينُ ، ومن دماهُ قد انبرتْ
قصصٌ ومن أمثالها لا تُنجَـــبُ
حتـى لأصبـح ثـم أمســى منبـعـــــاً
للخالـدين فلا يجـــفّ وينضُــبُ
من فيضه اغترف الورى حتى غـدا
عشقاً تُشق له الصدور وتُضرَبُ
وسرَت على هديِ الطفوف مطامحٌ
وتوقّدتْ منها وجوهٌ تُـــــرَّبُ