عبد الرسول الاسدي
حين نفكر ، نبدع ، نتقن ، فنحن نعيد بناء متتالية الزمن من جديد في سردية لا تريد أن تنتهي منذ إشراقة فجر التاريخ وحتى الآن .
لهذا لا أستغرب حين يسألني مرارا البعض لماذا أنت متفائل بمستقبل العراق رغم كل الإشكالات والتحديات والإنقسامات التي مرت بالوطن فتكون الاجابة الدائمة ان التاريخ هو ما يقول ذلك ولست أنا .
فهذا الوطن مبشر بالإنتصار الدائم مهما داست فوق خريطته خيول الأعداء أو مجنزرات الإحتلالات أو ألمت به من عوامل الضعف تارة أو الخلاف تارة أخرى
وقد تعلمنا من تجربة مجتمعنا القوي الصلب اننا شعب لا يقهر لأنه لا يخاف الموت ولا يخشى الخوض غمار التحديات .
لم يمتلك العراق سورا مثل سور الصين العظيم رغم كثرة الغزوات والإحتلالات والتحديات التي قرعت أبوابه ، لكنه إمتلك ما هو أعظم وأنبل وأعتى وهو الإنتماء الى هذا الوطن والقدرة على التعبير عن هذا الإنتماء بصور ملحمية شتى تعكس ما تجذر في الوجدان وإشتعل في الضمير وجاش في الروح من فواعل تقينا شرور التراجع والإنكماش .
حتمية النصر تعلمنا فصولها من آشور وبابل وسومر ولكش وأور والجنائن التي تسر الناظرين وتأسر الخاطر وملحمية الإنتماء الكبير بلا خشية أن يتبدد على قارعة التحديات الجسام كانت موروثنا الحي ونحن نتمدد في وطن يتعايش فيه الجميع بإيجابية عالية وتلقائية مثلى بعيدا عن التبعثر على قارعة الهويات المتشظية أو المتباعدة.
هوياتنا الفرعية كلها تذوب وتندثر حين يجرح خاطر الوطن خنجر غادر أو تمتد يد آثمة لتعبث بكبرياء مجتمع يتبارى صوب القيم ويتعالى بمكنون ما يملكه من شيم عظيمة وتفاصيل أنيقة.
و لأننا كذلك نلوذ بهذا الحصن الحصين من التفرد فان حصاد الإنتصارات هو حتمية لازمت أجيالنا في كل حين واستمد منها المجتمع خيلاء الصور المشرقة من تلاوين الإتكال على الله ليحقق مستقبله المشرق المستدام .