عبد الرسول الاسدي
هو عراقي جدا ، اذن له مواصفات وسمات يختلف فيها عن غيره من الناس فالعراقي الغيور جدا عاشق جدا بلغة احلام مستغانمي وشهم بشهادة كل العرب.
وحين نقول العرب فنحن نقصد اولئك الذين حين تسالهم عن الصينيين يقفز الى الاذهان تصور واحد فقط ان الصينيين متشابهون شكلا وربما مضمونا …هذا الطرح الذي اضحكنا به احد الكتاب العرب مؤخرا ضمن استعراضه لاشكالية اهم وهي : هل فعلا كل العرب متخلفون ؟
لكن العراقيين مختلفون عن ذلك كثيرا . فنحن كسرنا القواعد كلها بممارسات وشعائر وعبادات وطقوس لا تضعنا ضمن قائمة النمطية الجاهزة التي تقضم كل العقول بشكل لا يطق . فالتسويق للافكار الجاهزة يجري على قدم وساق فيقدم لنا على طبق مكن خيبة اننا مكجتمع متخلف ويجري تجهيز الاجيال الشابة مقدما لان تصبح اجيالا عاكفة على ثقافة الفشل والتخلف باعتبار انها تنساق ضمنا وعلنا الى مايجري اشاعته من فشل وتراجع .
انظر الى اسماك بحر ايجة واسالها عن عدد الجثث التي تطفو كل يوم على شاطئيه تنبؤك بحجم الخسارة العملاق الذي نمنى به كمجتمعات قدر لها ان تنساق الى الوهم والتركيع والاذلال بحجج واهية واوهام خاوية واستكانة لا تطاق .
في مقابل ذلك صنع العراقيون اسطورتهم الخاصة في مسيرة الاربعين لا هي شيعية لانها لم تحدث في ايران الشيعية جدا ولا اسلامية لان لا بلد اسلامي اخر احتضن ذات الظاهرة بل عراقية خالصة .
فالرجال يعرفون ايام الشدائد لا ايام الموائد على مايقول الغزالي والعراقيون مروا بشدائد ومحن لا تضاهيها مثيلاتها شرقا وغربا ومع ذلك استطاعوا بناء نمطهم الخاص في سلوكهم المختلف والمتميز جدا.
واذا كان النادرون فقط هم الذين تساعدهم الظروف على ان يصبحوا افضل فان الندرة تتمثل في هذه الطينة العراقية العتية على الظروف والقادرة على قهر المستحيلات لتخلق عالما من البهجة والتفاؤل والايجابية المطلقة .
ثقافتنا العراقية..هويـــة خاصــة جـدا
