عبد الرسول الاسدي
كل دروس مسيرة الأربعين الخالدة عظيمة في معانيها ومهابة في أثرها
ومكتنزة بما تحتويه من معان إنسانية نبيلة ، وكلها تستمد من ملحمة الطف العتيدة التي ترك فيها لنا الإمام الحسين عليه السلام مسارات ودروب تنبؤنا
بواضح الطريق وتدلنا على المسلك الحق الذي يجب أن نركبه وصولا الى الإستقامة والرضى والصلاح المجتمعي .
هذه الملايين التي تحيي شعيرة الأربعين السائرون منهم والباذلون إنما إتفقوا على أن تكون قضية الحسين هي الأهم ، لهذا يتناسى الجميع المشكلات العشائرية والنزاعات الشخصية والخلافات وكل الإشكاليات ويصبحون موحدين يجمعهم حب سيد الشهداء عليه السلام .
ولعل الموقف التأريخي الذي سجله لنا الإمام مع الحر بن يزيد الرياحي الذي حاصر الإمام ومنعه من التقدم قبل أن يعود ليصبح ثائرا معه تعلمنا كيف أن الصفح الجميل هو خصلة إيمانية تكسب المجتمعات قوة وتأثيرا وسموا .
التسامح أجمل صفات المؤمنين وهي التي ركز عليها الإمام في ملحمته لتكون عنوانا يقتدي به الملايين من المحبين على دربه في مسيرة الأربعين الخالدة ليصبح التكافل والتعاون والتكامل والإنسجام والتعايش والتضامن والعلاقة الوطيدة والذوبان في بوتقة الهدف عناوين مشرقة وتستحق الإهتمام .
لقد ردم سيد الشهداء الإمام الحسين السبط عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الميامين، التمييز والطبقية وقضى على العلوّ والإستكبار الذي تُنتِجه العنصرية والطائفية والعصبيّة،حين وضع خده على خد جون، واُخرى على خدّ إبنه علي الأكبر.
وتتكرّر اليوم هذه الصور في مسيرة الأربعين المليونية، فانتَ تشاركُ فيها لا تستطيع أن تميّز بين واحد وآخر، لا على أساس الدين ولا على أساس المذهب ولا على أساس المناطقية ولا على اي أساس آخر كاللون والخلفيّة الثقافيّة والتقليد والعشائريّة وغير ذلك، فكلّهم أنصار الله تعالى وأنصار الحسين (ع) يجمعهم الهدف الواحد والشعار الواحد والحب الواحد.تعالوا نتعلم من مسيرة الأربعين أن نتكاتف ونتعاون ونتدافع جميعا من أجل
نيل السمو الأخلاقي بالترفع عن التكبر والغرور والتمييز والطائفية وننسجم في حياتنا العامة وفي تعاملاتنا الإجتماعية مثلما في مسيرة الأربعين .
تعالوا نتعلم من هذه المسيرة العظيمة أن نكون متحدين من أجل أن نرتقي ونسمو.