عبد الرسول الاسدي
أتجول بشكل يومي في مواقع التواصل الإجتماعي شئت أم أبيت تارة بحكم عملي وأخرى للإطلاع على ما يحصل في العالم من حولنا والذي تحول الى عالم محكوم بالشبكة العنكبوتية . ولعل واحدة من المواضيع التي أشاهدها يوميا وتلفت إنتباهي هو الكم الهائل والكبير وغير المبالغ فيه من الموضوعات التي تتحدث عن الحضارة المصرية القديمة بما تحتويه من كم كبير من البراعة والمعرفة والعمران وغيرها .
من حق الأشقاء المصريين وسائر شعوب الأرض ان تحتفي بموروثها وحضارتها وآثارها التي مازالت الغازها تحير الدنيا وتثير إهتمام الباحثين . من منا لا يعرف زاهي حواس الذي أصبح اسما عالميا ورمزا مصريا بل وأيقونة في عالم البحث والتحري فيما يتعلق بآثار بلادهم ؟
ولعل السؤال الذي يقفز الى الذهن هل نعرف في العراق شيئا عن آثار العراقيين القدامى واثارهم مثلما يعرف كل العالم عن الآثار والحضارة المصرية ؟ الجواب قطعا كلا مع العلم ان السومريين هم من سبق الفراعنة وأوجدوا حضارتهم قبل الطوفان وكانوا مخترعين للكتابة والعجلة وسبقوا الآخرين بعلوم الفلك والكيمياء وغيرها كثير .
هل توقف سيل العارفين بالتاريخ العراقي القديم والباحثين فيه عند المرحوم طه باقر ولماذا نتوقف عن التعاطي مع أحجيات تاريخنا القديم محاولين إعادة استكشافها وتقديمها الى العالم بحلة من المعرفة الجديدة المعاصرة .؟
وإذا كانت الأنظمة المتعاقبة السابقة قد اغفلت لأسباب أو لأخرى الإهتمام بالتنقيب المستمر وسمحت للعابثين والسراق بنهب الآثار لعقود من الزمن فهل حان الوقت للشروع بحملة وطنية حثيثة لاستئناف ما توقفنا عنه من أعمال تنقيب في المواقع الأثرية التي تبلغ الوفا في بلاد الرافدين على إمتداد مساحتها؟
ألم يحن الوقت لنتغنى بمنشوراتنا بما اتحفنا به الأولون من بوابة عشتار والزقورة والقيثارة وأسد بابل والثور المجنح وغيرها مما يسحر الألباب .؟
أم وراء الاكمة ما وراءها مما يمنع كل ذلك ويسمح بالسطو جهارا نهارا على مواقعنا وأثارنا وتاريخنا؟