قلم / كمال جاسم العزاوي
من جبال الأطلسي من عبق الأصالة وبوابة الحضارة الاندلسية من طنجة التاريخ نفتح نافذة جديدة نطل بها على شئ من ثقافة
الحاضر نافذة على ذائقة الشعر الحر الذي يطلق عليه (قصيدة النثر) والشعر النثري في المغرب الشقيق له جمهوره ومتذوقيه
وشخوصه المعروفة على ساحة الأدب ومنصات السوشيال ميديا وبرحلة قصيرة نستتطلع خلالها صفحة أدبية وشعرية بارزة
للشاعرة المغربية نبيلة الوزاني التي اضافت للقصيدة النثرية شكل جديد وحضور جميل حيث تميزت بأناقة الحرف وغزارة
النصوص الشعرية فقلمها الجميل متواصل النضوح مستدام الظهور في كل زمان ومكان بنصوص بديعة ترسح بخيال المتلقي.
الى عوالم جديدة من الرموز الشعرية والايحاءات الجميلة التي تغني فكرة النص وتقدمه للقارئ بشكل سلس وممتع كما عمدت الشاعرة الى ختام قصائدها بوقت وتاريخ ولادة القصيدة لتوثيقها واضفاء مسحة جمالية عليها مما يساعد المهتمين على دراسة المسار الفكري للشاعرة ومنعطفات تطور القصيدة لديها
ولاستطلاع المشهد الأدبي والشعري بشكل خاص بالمغرب الشقيق نحاورالاستاذة (نبيلة الوزاني) الشاعرة والأديبة التي كتبت
عن سيرتها الأدبية بعض الصحف العربية مؤخراً وشاركت بنتاجها الشعري في المهرجانات والمعارض الفنية وكان آخرها
المعرض الذي اقيم على آروقة جامعة الموصل الشهر الماضي
– ماذا عن البدايات والخوض في عالم الشعر ؟؟
* بداية أُبْدي سعادتي بهذا اللقاء الرّاقي الذي يجمعني بقرّاء الصّحيفة الرائعة المسؤولة وأُقدّم شكري لادارتها الناجحة أما عن
البدايات فغالبا ماتكون في الصِّبا و المراهقة تظهر في الميل للقراءة وتقليد ما يُقرأ كتابةً فتتخزّن تلك المعلومة بالذاكرة ويبدأ
صاحبها بالكتابة وقد كانت بداياتي في عمر الحادية عشر تقريبا وكانت محاولات متواضعة إلى غاية السابعة عشرة توقفت
بعدها لأمور خاصّة ثمّ استأنفتها بعد ذلك
– ماذا عن مجالات الأدب الاخرى كالقصة أو الرواية ؟؟
* أميل إلى قراءة الرواية والقصة أكثر من كتابتها وإن كنت حاولتُ كتابة قصص قصيرة سابقاً لكنّي أرى للرّواية مبدعيها ممن
اختصّوا في هذا المجال وأبدعوا فيه وانطلاقا من هذا فالتخصص غير وارد والاكتفاء بجنس واحد يتيح لمبدعهِ التحليق فيه أكثر
أكثر وأنا أجد نفسي في كتابة الشعر
– كيف تصفين باختصار حركة الأدب بالمغرب الشقيق ومن هم أبرز قمم الأدب والشعر في االعصرالحديث وعصر الانترنيت ؟؟
* الحركة الأدبية المغربية مكتظّة بالإبداع الأدبيّ بكل أجناسه وأيضا الدراسات النقدية التي تخضع للعلاقات الخاصة وبذلك فهي لا
تسايرالحركة الإبداعية مقارنة مع الكمّ خصوصاً فيما يتعلق بالشعر وهناك أيضا انشطة تتعلق بالنّدوات والمهرجانات التي تقام بأكثر من ولاية مغربية يتوّجها المعرض الدّولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة كل عام وهو ظاهرة ثقافية كبيرة وتجمع مهم تشارك فيه المؤسسات الثقافية من بلدان مختلفة لكن إذا ما قرأنا الوجه الآخرَ للمسار الأدبي نجد ه متعثّراً والسبب يعود في رأيي إلى المنهجية التي يسير عليها المعنيون بالقفافة عموما ومن هنا برزت أقلام وأسماء دون أسماء اخرى وظلت بعض الأصوات
الشعرية الجيّدة عموما في بؤرة التّهميش أما بالنّسبة لوسائل التواصل الاجتماعيّ فنحن في عهد الرّقمنة وهذا فتح فضاءات
واسعة ساهمت في تغيير مفاهيم الإبداع بشكل كبير لكن التعامل مع المنشورات بطريقة سطحية دون تعمّق ادى الى تساوي
الكتابات الجيّدة مع غيرها وهذه نقطة سلبيّة لا تضاف إلى معايير التّقييم الإبداعيّ
بالنسبة لقمم الشعر أنّ كلَّ اسم من الشعراء قد ساهمَ في بناء هذه القمّة ووضع لبنة داعمة لها وأضاف شيئا للساحة الثقافية الأدبية
فلا أرى داعيا لذكر أسماء والثقافة المغربية جزء من الثقافة العربية عموما لها خصوصيتها لكن تصبّ في السّاحة الثقافية العربية
– هل جمعت نتاجك الشعري في ديوان أو كتاب عن سيرتك الأدبية ؟؟
* لي أربع مجموعات شعرية جاهزة وهي قيد الطباعة إن شاء الله
– كيف تنظرين الى مسيرة الأدب والشعر في الوطن العربي عامة وفي العراق بشكل خاص ؟؟
* المتابع للمشهد الثقافي العربي يلاحظ بأنّ هناك حركة ثقافية جيّدة وتجديداً وتطويراً رائعيْن وشعراء مبدعين ببصمات وأساليب مختلفة
وهذا التنوع مطلوب لإثراء الساحة الأدبية وأقول أنّ مسيرة الأدب العربي بما فيه الشعر بخير من حيث الكم غير ان التقييم يقع على
عاتق المختصين بالنقد الأدبي ولكي نصل إلى تعادل بين الإغناء والإشكاليات الثقافية يقتضي الاجتهاد والمثابرة والسّعي الحثيث لتقديم
نصوص راقية ذات قيمة ابداعية وهنا يظهر تحدّي العراقيل التي تسبّب تأخير هذه المسيرة في أوج قوّته
– كلمة أو رسالة الى جمهور الأدب في العراق ومتابعي الحركة الأدبية ؟؟
* العراق بلد اللغة والأدب والشعر والتاريخ والنهضة الأدبية العراقية معروفة ولا يختلف عليها اثنان ولا يمكن نكرانه فالتاريخ خير شاهد
رغم العوائق والمتغيّرات التي حصلت في العقدين الاخيرين فالعراقيين حفظوا تراثهم الأدبيّ وثقافتهم الغنية إبداعاً والعراق فينيق يتعثر
يتعثّر ولا يسقط ولا تهوي ثقافة العراق وفي كل مرة يفرض وجوده في الساحة بشكل كبير واسع منذ القدم وكلمة أخيرة اوجهها لاخوتنا العراقيين عامّة وهي أن المرجو الانفتاح على الأدب المغربي وهنا قمّةُ التّفاعل مع الأدب العربي وتطوير الذائقة العربية وتوسيعها من خلال الاطلاع على ثقافات بعضنا البعض وخلق ما سمّيتَهُ بالقمّة الإبداعية وأخيرا ؛ شكري الوارف لمؤسسة الشرقى الاعلامية
وللاستاذ. كمال العزّاوي ومن خلاله إلى المسؤولين على هذه المؤسسة الرائعة على هذا اللقاء الجميل ولهذه المجهودات الراقية لخدمة
الساحة الثقافية العربية امتناني الكبير ودعواتي بالألق والنجاح ..شكرا لكم