عبد الرسول الاسدي
النتائج التي كشف عنها التعداد العام للسكان الذي أجرى مؤخرا تكشف الكثير من المعطيات التي تستوجب الوقوف عندها بشكل متعمق ولعل في مقدمتها الحاجة الى المساكن والتي هي أيضا أزمة مزدوجة لأن هناك من يمتلك أكثر من وحدة سكنية بعضها مغلق وآخرون يعيشون متكدسين في دار صغيرة لا تكاد تكفي لعائلة صغيرة.
الأرقام والتقديرات تشير الى أن البلاد بحاجة الى مليون وحدة سكنية على الأقل والرقم في تزايد لأن نسبة النمو السكاني في البلاد مرتفعة جدا وهي تعني تسارعا في الحاجة الى إيجاد فرص عمل والبحث عن موارد إضافية وتقليل الإنفاق ودعم القطاع الخاص وغيرها الكثير .
فقطاع الصحة العامة ربما عليه أن يستنفر طاقاته في المرحلة المقبلة لأن ما كشفه التعداد يقول ان الأعمار الكبيرة في العراق قليلة جدا لان الوضع الصحي والبيئي وضغوطات الحياة واسلوب التغذية والتلوث وغيرها كثير تسهم في تدني معدلات الأعمار بشكل عام وتفتح الباب أمام الأمراض المزمنة القاتلة .
نسبة النساء اللواتي يعلن أسرهن مرتفعة للغاية وتزيد عن 11 بالمئة وهو رقم مرتفع يزيد من الحاجة الى تبني ستراتيجية بعيدة المدى لتمكين النساء وهو ما تعمل عليه الحكومة بإضطراد واضح وخطى كبيرة تستحق الإشادة والتقدير .
تراجع نسبة سكان الأرياف الى المدينة تهديد آخر بالحاجة الى مساكن في المدينة ومزيد من الخدمات والوظائف في ظل الإكتضاض السكاني ما يدفعنا الى التساؤل بجدية عن الخطط والبرامج لإنعاش الريف وإحداث الهجرة العكسية مثلما تفعل الكثير من الدول التي وجدت ان توفير مستلزمات العيش الكريم يسهم بتشجيع أبناء الريف على البقاء في قراهم المخدومة بالماء والكهرباء وفرص العمل والطرق المعبدة وهو ما يسهم بتوفير الأمن الغذائي ويفتح الباب لمزيد من الموارد للدولة .
التعداد أشر على أن نسبة الشباب في سن العمل هي الأكثر وطنيا وهو الذي يستلزم رعاية وعناية وإهتمام وتوفير فرص عمل وحماية كفاءات الوطن من عصابات الجريمة والمخدرات وغيرها .
التعداد كان فرصة مهمة لأن نعرف كل شيء لنبدأ بوضع الخطط والمعالجات لكل شيء.