عبد الرسول الاسدي
لم تكن المرة الأولى التي التقيت فيها وزير الإعمار والإسكان والبلديات العامة والأشغال الأستاذ بنكين ريكاني ، لكني أجد نفسي مضطرا للكتابة عن هذا الرجل كما لو أنني التقيه للمرة الأولى بكل مافي اللقاء الأول من وهج وحفاوة وقبول .
فالرجل موسوعي بمعنى الكلمة وهو مع كل المعرفة الكبيرة التي يملكها سواء في مجال إختصاصه كوزير لوزارة مهمة مثل الإعمار والإسكان والبلديات العامة والأشغال ، فهو محيط بخفايا السياسة ويهتم كثيرا بمصلحة المواطن . وأهم من ذلك كله أنه يتحدث ويتصرف بعفوية وتلقائية مطلقة ويصر على أنه عراقي أولا وآخرا وإبن هذا البلد بكل تلاوينه وأطيافه حتى وإن حرص على أن يدافع عن إنتماءه القومي بإعتبارها جزء من المكونات العراقية الأصيلة .
سلاسة العبارات والجمل التي يطلقها أثناء الحديث معه تجعلك مأساورا للإستماع الى المزيد حتى لا أخفيكم سرا أن الساعات تتطاير في جلسة واحدة تحسبها لا تستغرق أكثر من ساعة في أحسن الأحوال .تخلو باب مكتبه الوزاري من تلك التعقيدات الروتينية التي تعيق زيارته وخاصة من قبل الإعلاميين الذين يرتبط بهم بعلاقة طيبة للغاية فيعدد أسماء مؤسسات وزملاء كثر التقاهم وحفظت ذاكرته المميزة تفاصيل كثيرة عن لقاءاته بهم.
يبدي إهتماما كبيرا بأدق تفاصيل العمل في وزارته التي تعد عمليا وريثة لوزارتين هما الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة بكل ما يعنيه هذا الأمر من ضخامة التشكيلات وإزدحام الملفات وتشابك المشاريع وشمولها كل رقعة الوطن.كما أن علاقته بالنقل متينة الى أبعد الحدود ويمكنه ان يستعرض لك في ساعة كل تفاصيل النقل في العراق برها وبحرها وجوها بحكم الخبرة التي تقادمت لديه يوم كان وكيلا لوزير النقل لوزارتين وترؤسه لجنة الاسكوا 0 منظمة النقل والتجارة في الشرق الأوسط ) بكل فاعلية ونشاط ، كما أنه يملك معلومات مذهلة عن قطاعات النقل في العالم والى أين وصلت ومقارنتها بالعراق وسبل النهوض بهذا القطاع .
خلفيته السياسية بكل عمقها وتأثيرها لا تحضر في مكتب الوزير الذي يعتبره منصب خدمة ومسؤولية ، فللسياسة أروقتها وللعمل ميدانه وورشه وأبجدياته التي حافظ عليها معالي الوزير بكل حضور ليثبت أن مفردة المعالي تليق به.