كريم هاشم العبودي
الأربعين هو اليوم العشرون من صفر والذي يوافق مرور 40 يوم على مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في معركة كربلاء على يد جيش عبيد الله بن زياد، وبحسب بعض الروايات فقد قامت زينب بنت علي وعلي بن الحسين السجاد وبرفقة الأيتام وأطفال الحسين إلى أرض كربلاء لزيارة قبر الحسين في الأربعين.
تقرباً إلى الله وتبركاً ..
وبمناسبة قرب اربعينية الامام سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين عليه ( عليه السلام ) .. تحدث خادم الحسين الاستاذ عبد الرسول زيارة الاسدي / رئيس مؤسسة الشرق .. اذ قال : ان يوم الاربعين يعتبر من أهم المناسبات عند العالم الاسلامي .. حيث تخرج مواكب العزاء في مثل هذا اليوم ويتوافد مئات الآلاف من المعزين من كافة أنحاء العالم إلى أرض كربلاء لزيارة قبر الحسين عليه السلام , ويقوم الملايين من الزوار بالحضور إلى كربلاء مشياً على الأقدام بأطفالهم وشيوخهم من مدن العراق البعيدة حاملين الرايات تعبيراً عن النُصرة , إذ يقطع بعضهم ما يزيد على 500 كيلومتر مشياً ويقوم أهالي المدن والقرى المحاذية لطريق الزائرين بنصب سرادقات (خيام كبيرة) أو يفتحون بيوتهم لاستراحة الزوّار وإطعامهم معتبرين ذلك تقرباً إلى الله وتبركاً ..
اول من زار قبر الامام الحسين عليه السلام
ويضيف الاسدي : تقول الروايات أن أول من زار الحسين في يوم الأربعين كان الصحابي جابر بن عبد الله الانصاري إذ صادف وصوله من المدينة المنورة إلى كربلاء في ذلك اليوم وهو يوم وصول ركب حرم الحسين (نسائه وأيتامه) ، فالتقوا هناك ونصبوا مناحة عظيمة أصبحت إحياء ذكراها من السنن المستحبة المؤكدة عند أتباع أهل البيت، وتسمى هذه الذكرى محلياً في العراق بزيارة مردّ الرؤوس (اي رجوع أو عودة الرؤوس) لأن رؤوس الحسين وبعض من قُتل معه من اصحابه وأهل بيته أُعيدت لدفنها مع الأجساد بعد أن أخذها جيش بني أمية إلى يزيد وطافوا بها تباهياً بالنصر. ومن خلال جولتنا الميدانية في هذه المناسية الاليمة وجدنا توافد مئات الالاف بل الملايين من داخل العراق وخارجه الى مدينة كربلاء المقدسة لاداء مناسك الزيارة في اجواء وطقوس مؤثرة حيث اتشحت المدينة التي غصت بالجموع الغفيرة المؤمنة بالسواد واللافتات المعبرة عن عظم هذا المصاب، ولا يقتصر الامر عند هذا الحد بل يتعداه الى كل مدن العراق وقراه وقصباته وازقته ومدنه المقدسة الاخرى استذكارا لهذه الذكرى الاليمة. نسلط الضوء على ماهية هذا الاصرارعلى التوجه الى كربلاء لاداء مراسم زيارة الاربعين، على الرغم ما يتعرض له الزائرون من الوان العذاب اثناء المسير الى كربلاء المقدسة .. وللوقوف على سر هذا التواصل الروحي والوجداني كانت لنا هذه الومضة مع بعض الزائرين فكانت الحصيلة ما يلي :
حشود من كل فج عميق
محطتنا الاولى كانت مع السيد (عبد الامير ابراهيم ال سيد عكله الموسوي) الذي قال : هذه الحشود التي تأتي من كل فج عميق من داخل العراق وخارجه الى زيارة الحسين(ع) في الاربعين، ما هي الا مسيرات تأييد وتضامن تؤكد دوما على الولاء للمسيرة الحسينية الخالدة وهي تعبير صادق عن نضج التجربة واستلهام الدروس والعبر منها.
صرخة مدوية
اما الزائر(فالح حسن حمود) ، فقد تحدث لـنا قائلا:تعتبرمراسم زيارة الاربعين الى الامام الحسين(ع) صرخة مدوية ضد الظالمين والطغاة وتحفز الزائرين على المجىء الى كربلاء من اجل تجديد البيعة للامام الحسين (ع) .. وبالمقابل هي نداء واضح لكل المشككين باننا لن نقطع درب الحسين(ع)الى ظهور الامام الحجة(عج) وكل هولاء الزوار يقدمون الغالي والنفيس من الاموال الى الارواح من اجل نصرة قضية الحسين(ع) ونحن مستمرين على هذا المنوال نحن وابناءنا ..واضاف : مجيئي الى كربلاء في زيارة الاربعين له دلالات كثيرة ومعاني وهي رساله واضحة المعالم الى كل الطغاة بان تواصلنا مع الحسين(ع)هي قضية مبدأ ..
تجديد العهد والولاء
أما(فاضل المقدادي) صاحب موكب فقال:في هذه المناسبة العظيمة نحن نجدد العهد للامام الحسين(ع) وان نكون جنود في هذه المسيرة الحافلة بالعطاء، كما اننا نواسي سيدتنا الصديقة الطاهرة (ع) بمصاب ولدها، ونحن نسأل الله ان يسدد خطانا في هذه المسيرة الخالدة ، التي اقتبسناها من اباؤنا وما نقدمه الان ما هو الا شىء بسيط، وما هذه المظاهرة المليونية التي تأتي من كافة دول المعمورة ، كما لاحظنا هذا العام وفي العام الماضي وقد جاءت هذه القوافل الحاشدة لكي تتحدى الطواغيت وضد الارهاب والظلم مشيا على الاقدام ، وذلك من اجل ان يبقى هذا الذكر خالدا الى يوم القيامة ان شاء الله.
عدت الى كربلاء من اجل الحسين (عليه السلام )
واضاف: كما اود ان اشير باني منذ كنت طفل صغير في عام(1960)كنت خادم لزوار الحسين(ع) واني ما زلت على هذه الخدمة وحتى ايام النظام السابق فاني لم انقطع أي عام عن تقديم الخدمة الى زوار الحسين(ع) علما باني من منطقة الطالبية في بغداد، فاني متمسك بهذا النهج ولن احيد عنه ابدا واني متعلق بالحسين ابدا، ولا استطيع باي حال من الاحوال ان اكون خارج كربلاء في هذه المناسبات ابدا وللعلم فاني كنت مسافر خارج العراق ولكني جئت من اجل ان احيي مراسم العزاء في كربلاء، ونحن هنا من اجل خدمة زوار الحسين ومن اجل ان نستمد من ابن الرسول الكريم الثبات والعهد والصدق والولاء.
بعدا سماويا
الشيخ( كاظم ساهي) استشهد بقول اية الله العظمى (التستري) حيث قال: ان رسول الله (ص) كان يقيم مجالس الرثاء على ولده الامام الحسين(ع) ويقول: كأني بالسبايا على اقتاب المطايا وكأني برأس الحسين(ع) يهدى من بلدا الى بلد. هذه ادله مؤثقه ومصادر مؤثقه،ننطلق منها لان فعل النبي محمد(ص) حكم شرعي وتقريره حكم شرعي وعمله حكم شرعي،فبالتالي نحن عندما نجد ان رسول الله(ص) يذكر الحسين ويعقد مجالس العزاء على الحسين،فكان يذكره في سفره وفي قيامه وفي جلوسه،هذا مما يؤكد ان قضية ذكر الحسين قضية يوصي بها الله ورسول، هذا مما يجعل قضية الحسين تمتلك بعدا سماويا، وقد ذكر (جابر بن عبد الله الانصاري)ان رسول الله محمد(ص)أخبره على المواضبة على زيارة قبر الامام الحسين(ع)،كما اخبر ام سلمه في اليوم الذي يستشهد فيه الامام الحسين(ع)،وكذلك اخبر عائشة على فضل زيارة الامام الحسين.كذلك فان اول موكب قدم الى زيارة الحسين هو موكب نسائى وهو موكب زينب بنت علي(عليها السلام) وباقي اهل البيت الذين جاءوا من السبي ومن ثم قدم جابرالانصاري (رض)وهومن اصحاب الرسول(ص)،ومن هنا نستنبط بأن كل الاراء تنصب في وجوب زيارة الاربعين من اجل ان نستلهم الدروس والعبر وكذلك لنجدد العهد للامام الحسين باننا ماضون على نهج الرسالة المحمدية التي من اجلها ضحى الامام الحسين(ع) بالغالي والنفيس،اذن ان زيارة الاربعين هي بمثابة القبس الذي يضيى للناس درب الهداية و سفينة النجاة.
شكرا قواتنا الامنية البطلة
وهنا لا بد ان نقدم شكرنا وتقديرنا لقواتنا الامنية البطلة بكل صنوفها .. التي تسهر الليل مع النهار .. لتأمين انسيابية سير زوار الامام الحسين ( عليه السلام ) بمهنية عالية .. فضلا الى تقديم الطعام والشراب لكافة الزوار ..
شكرا وزارة الصحة
ونقولها بكل امانة بان ما وجدناه من جهود جبارة تفوق ما توقعناه من قبل رجال وزارة الصحة التي نشرت مفارزها الطبية ومستشفياتها المتنقلة والثابتة .. على كافة الطرق المؤدية الى كربلاء المقدسة .. ما هو الا القليل .. القليل .. بحق سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين ( عليه السلام ) ..
شكرا لكل الجهود الساندة
كذلك نقدم شكرنا وتقديرنا لكافة وزارات الدولة .. النقل .. الداخلية .. الصحة .. وكل الجهات الساندة لها .. لجهودهم الكبيرة لانجاح هذه الزيارة المباركة ..