عبد الرسول الاسدي
برعاية رئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني ورئاسة وزير العمل والشؤون الإجتماعية أحمد الأسدي إنطلقت في عاصمتنا الحبيبة فعاليات المؤتمر الخمسين للعمل العربي والتي تستمر حتى الرابع من الشهر القادم حسبما مقرر لها .
ولعل هذا المؤتمر العربي الذي يتزامن مع مؤتمر المياه الدولي الذي سيعقد في بغداد هذه الأيام يكشف عن الصورة الجاذبة التي أصبحت بغداد تتحلى بها بعد عقود من الجدب في كافة القطاعات الى درجة أنها أصبحت توصف بالأسوأ بين مدن العالم والأخطر وغيرها من التوصيفات .
ولعل ما أكد عليه رئيس الوزراء خلال إفتتاح فعاليات المؤتمر يؤشر بدرجة كبيرة على الأهمية القصوى للرؤية العراقية الخالصة في مجال العمل في الوطن العربي بأجمعه فضلا عن العراق والمنطقة ما قد يمثل أنموذجا طيبا يحتذى به وبداية لمشوار تكامل طويل بين الدول العربية يلعب فيه العراق دوره المحوري الأمثل .
لقد أعاد السوداني التذكير بأن العراق كان في طليعة المجتمعين في عام 1965 لكتابة ميثاق منظمة العمل العربية بنسختها الأولى ليكون مظلةً تجتمع تحتها الأفكار الخاصة بشؤون العمل والعمال.
فالحكومة ووفر الدعم الكامل لإنجاح نشاطات منظمة العمل العربية وبرامجها، من خلال وزارة العمل والشؤون الإجتماعية حين كان السوداني وزيرا لها ثم أنتجت سلسلة من البرامج التي مازالت نشطة وتستقطب إهتمام العاملين العراقيين بل وتدفعهم على المزيد من العطاء.
ولعل اللافت للنظر أن رئيس الوزراء تطرق الى دور المرأة في سوق العمل وضرورة إستقطابها لتكون شريكة فيه مثلما شدد على ضرورة إعتماد أساليب إنتاجية جديدة، ورفع مستوى العاملين والمؤسسات والإبداع والإبتكار والتعاون مع التكنولوجيا الحديثة.
ولعل الخوض في مجال العمل له تفصيلاته الكبيرة وتحدياته الهائلة التي يقع في مقدمتها الذكاء الإصطناعي والإقتصاد الرقمي لكن هذا لن يكون بالتأكيد بديلا عن الجهد البشري واليد العاملة التي يجب أن يكون لها مكان في المجتمع .
تحديات العمل كبيرة ونتفاءل ونحن مقبلون على ذكرى عيد العمال في الأول من أيار أن يكون للعمالة العراقية المنتجة دور وأثر في إحداث النقلة النوعية التي نرتقبها في ظل توجهات الحكومة الخدمية والعمرانية وبما يثبت أن العراق قادر على قيادة العمل العربي صوب آفاق ورؤى أوسع وأنفع وتنافس سواها عالميا .