عبد الرسول الاسدي
سبق أن نوهنا في الشرق في مقالات سابقة أن خيار السلام هو الأقرب من سواه لكل بلدان المنطقة وهو الأرجح والأكثر مقبولية للجميع الذين أصبحوا يرون فيه ضرورة لابد منها وان بغداد قد تكون لاعبا محوريا مهما في ذلك .
اليوم بدأت بوادر تحقق هذه الرؤية تبرز الى العلن في قضايا مهمة وكبيرة ، فالدور الذي يلعبه العراق يتزايد يوما بعد آخر حتى يكاد يكون واحدا من أهم الأدوار وأكثرها حساسية في منطقة تزداد سخونة يوما بعد آخر وتتناقض ملفاتها تتداخل محاورها الأمر الذي يجعل أي مهمة تحاول بغداد الإضطلاع بها شائكة ومعقدة وليست سهلة في جميع الأحوال .
لكن وعلى ما يبدو ووفقا لما تنبئنا به الأخبار الواردة من كل المحاور فان بغداد أصبحت قطبا محوريا لتقريب وجهات النظر بين أكثر من دولة وبخصوص أكثر من قضية . الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد الأنباء التي تحدثت عن وساطة عراقية تحاول تقريب وجهات النظر بين تركيا وسوريا، والرجل أعلنها صراحة ان للعراق دور مهم ونعتقد أنه سيكون بموازاة الدور الروسي.
فبغداد هي المحطة الأكثر قدرة على تقريب وجهات النظر التركية السورية بل وحتى الروسية حيال الملف السوري ودور كل من تلك البلدان في إعادة تطبيع الأوضاع على الأرض السورية الشقيقة . وبغداد هي المحطة التي قد تشهد لقاءات ومفاوضات ومباحثات وطرح لوجهات نظر دون أي حساسية من قبل أي طرف لأن العراق يتعامل مع الجميع بمنتهى الود والوضوح ولم يتورط سلبا بأي ملف خارجي بل تناسى الكثير من جراحاته من أجل أن ينفتح على الجيران والعالم .
بالإضافة الى ذلك فان الدعوة التي وجهتها بغداد الى الرئيس الايراني الجديد لزيارة العراق تأتي في هذا السياق وتبرهن على أن اللاعب العراقي جاد في أن يستقطب الجميع الى مائدة المفاوضات مراهنا على أن المنطقة في حاجة ماسة الى السلام والتقارب بعد أكثر من عقدين على الحروب والفوضى والتداخلات والخسائر الفلكية .
بغداد السلام حاضرة في كل تفاصيل البحث عن سلام دائم ينهي كل الخلافات ويقدم لشعوب المنطقة الحياة الحرة الجميلة التي تستحقها بعد أن دفعت اثمان خلافات لا طائل منها ولا نتيجة ترتجى لها . فالوقت قد حان لتركيز الإهتمام على قضية محورية كبرى واساسية وهي الملف الفلسطيني الذي يستحق أن يعود الى الصدارة كقضية كبرى تخص شعب عانى طويلا ومازال ينزف .