عبد الرسول الاسدي
مازالت بغداد بالرغم من الجراحات العديدة التي منيت بها في الحقب الماضية تلعب ذات الدور المؤثر إقليميا وعربيا بإعتبارها بوابة جيوسياسية تملك من التأثير الكبير على الأحداث إضافة الى رمزيتها السياسية والحضارية ونقاط القوة التي تتحلى بها حكومة السوداني .
كل هذه العوامل وضعتها في طليعة الدول التي تستطيع التأثير في مسارات الأحداث وصولا الى مرحلة الطمأنة لجميع المختلفين بأن الدخول من باب بغداد أسلم وأتم .
فوفقا لمصادر عديدة منها مجلة ( ذا ناشيونال الانكليزية ) فان الكثير من تفاصيل ترتيبات اللقاء المرتقب بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان قد تمت بجهد حثيث من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني شخصيا.
وعلى الرغم من تباين وجهات النظر حيال المكان المقرر لعقد القمة بين الرئيسين فان بغداد واحدة من أبرز الخيارات المطروحة وأكثرها مقبولية من قبل الطرفين لأسباب وجيهة وكثيرة .
وحين نتحدث عن موعد لقاء القمة فنحن نتحدث كذلك عن دور بغداد بإعتبارها وسيطا ضامنا يكفل الإيفاء بالإلتزامات التي ستترتب على مثل هذا اللقاء المهم الذي لا تحتاج له سوريا الشقيقة وتركيا الجارة والصديقة ، بل المنطقة أجمع .
فالملف السوري من التعقيد الكبير بحيث انه ينعكس بالمجمل على قضايا كثيرة ومهمة في المنطقة يقع في هرمها الهاجس الأمني وملف المياه والإقتصاد والهجرة وملف غزة وغيرها من قائمة تطول ولا تقصر .
اللاعب العراقي الذي يطمئن له كل الجيران وبلدان الإقليم هو العراق البعيد عن النفس الطائفي والذي يتعامل بمصداقية ولا يتصيد أخطاء الآخرين أو ينشد تحقيق مصالح على حساب جراحات الجيران أو ظروفهم الصعبة .
بغداد التي فتحت أحضانها لكل الأشقاء العرب في كل المنعطفات الصعبة وكل الجيران في السراء والضراء ليست مجرد عاصمة محايدة أو ضامنة بل صانعة قرار وراسمة مستقبل ومحطة من محطات التقارب البناء المثمر الذي بشر بخير كثير يرتقبه الجميع.
بغداد محطة الوئام
