عبد الرسول الاسدي
دع عنك روما وأثينا وما حوتا
كل اليواقيت في بغداد والتؤم
دار الشرائع روما كلما ذكرت
دار السلام لها القت يد السلم
ما ضار عنها بيانا عند ملتام
ولاحكتها قضاء عند مختصم
نعم هي التي ناهزت كل مدائن الدنيا فكانت بينها مثل جوهرة تاج تلتمع بين إزدحام مدن الدنيا فتلهم الشعراء والمطربين وعشاق الإنعتاق من الحنين الى أمكنة سواها ..فلها نكهة خاصة تمزج بين الحضارة والأصالة، فهي عبق التاريخ وبها كل الشواهد الحضارية على تأريخ ضارب في الأناقة والإبتكار تنبض فيه معها كل المعاني السامية.
ولا نبالغ حين نقول ان اللسان يعجز وتجف الأقلام حينما نتحدث عن بغداد وروائعها الكثيرة من مساجدها وقصور وآثار وأسواق هي الأقدم في أسواق العرب علاوة على عذوبة هوائها وطيب مائها وطقسها المعتدل كل هذا يجعل من عاصمتنا الحبيبة قيثارة تلهم الشعراء والأدباء والكتاب وهي التي تفتح ذراعيها لإستقبال كل قاصد حتى قال فيها الشافعي (مادخلتُ بلد قط الاعددته سفراً الا بغداد، فأني حين دخلتها عددتها وطناً)
لهذا يأتي التوجه الحكومة لإعداد ملف متكامل بغية إدراج بغداد كعاصمة للسياحة العربية في عام 2025 ليشير الى عمق العلاقة التكاملية بين أحقية بغداد بهذا المنصب وبين ما سعت الحكومة لإنجازه على مختلف الاصعدة من منجزات تواكب الحداثة وتقضي على سجل طويل متراكم من العثرات.
فما سينجز وفقا للبرنامج الحكومي خلال العام الحالي واللاحق مؤشر مهم على قفزة نوعية ومثمرة في كافة المجالات يجعل عاصمتنا من الطراز الأول كقبلة تستوفي شروط الإكتمال من أجل التسابق مع الوقت لأن تظهر بحلتها الأبهى التي تستحق .
ولثقتنا العالية ان حكومة السوداني تقول وتفعل فنحن ننتظر طلوع شمس منجزات قادمة على الأرض تعيد لبغداد المزيد من زهوها وإشراقها الذي إستحق أن يأتيها نزار قباني وهو يخفي جراحاته قائلا:
عيناك يا بغداد منذ طفولتي
شمسان ناعمتان في أهدابي
لا تنكري وجهي فانت حبيبتي
وورود مائدتي وكأس شرابي
بغداد جئتك كالسفينة متعبا
أخفي جراحاتي وراء ثيابي
بغداد عشت الحسن في الوانه
لكن حسنك لم يكن بحسابي