عبد الرسول الاسدي
الأفعال هي المصداق على حقيقة السلوك أما الأقوال فقد لا تقدم ولا تؤخر بل ربما تكون منزلقا الى فخ كبير عنوانه الخديعة لهذا السبب فان العراق حريص جدا على أن يشاهد بأم العين سلوكيات تؤكد التطمينات والعهود التي قطعتها الإدارة الجديدة بخصوص رسم خريطة الطريق لمستقبل سوريا الشقيقة .
فالموقف العراقي الذي أعلن عنه رئيس الوزراء السوداني خلال إجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن يؤكد على دعم سوريا في هذه المرحلة المهمة، وأهمية أن تضطلع الدول الصديقة بمد يد المساعدة والحفاظ على السلم الأهلي فيها . ولم يقف الموقف العراقي عند هذا الحد بل إشتمل على تأكيدات واضحة على ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان تعزيز استقرارها، وهو أمر تترجمه الأفعال وليس الأقوال المجردة.
ولعل في مقدمة المخاوف التي أعرب عنها السوداني هو الأمن الذي يقع في الصدارة بإعتباره يمثل تهديداً للأمن والإستقرار في المنطقة أجمع ولا يقتصر على الأرض السورية وما يجاورها وان العراق لن يسمح بأي إعتداء على الجيران.
هذه الرؤية العراقية النابعة من الحرص على إستقرار المنطقة بإعتبار ان الأمن لا يتجزأ وأن العلاقة التي تربطنا بالجيران الأشقاء لا تقوم على مجرد الشعارات بل تنبع من شعور ذاتي بضرورة التعاون في شتى المجالات وإغلاق الباب أمام كل ما يعكر الصفو ويعبث بالأمن ويعمل على زيادة التوتر في أي بقعة أو بلد في المنطقة.
الموقف العراقي الملتزم تجاه الجيران يريد سوريا موحدة وقوية ولا مكان للإرهاب والطائفية فيها ولا لمصادرة وتهميش المكونات أو العبث بالمقدرات بل يريد دولة شقيقة يزدهر فيها كل شيء وتكون مصدرا للإستقرار والسلام والأمان .
بغداد التي تنتظر الأفعال لا الأقوال
