عبد الرسول الاسدي
لأن كل أرض كربلاء ، فان زينب عليها السلام بطلة كل الكربلاءات في الأرض بلا منازع طالما ان الحسين عليه السلام حاضر فيها بمنهجه وتضحيته وعطائه .فلا يكاد يمر يوم دون أن نشم عبير تلك النماذج الإسلامية المشرقة من البيت المحمدي الأصيل التي تركت في طريقنا مصابيح مشرقة تنير الدروب وتكشف عن سبل الإرتقاء في كل المجالات . السيدة زينب عليها السلام التي نستذكر بألم وأسى وفاتها في مثل هذه الأيام الخالدة امرأة إستثنائية بكل التفاصيل حتى تكاد تتفرد في كل ذلك ويكون لإسمها المقدس إيقاعا خاصا في النفوس بل وحضورا له معنى يسمو على كل المعاني الأخرى .
فهي شقيقة الحسين عليه السلام التي شاركته في أنبل ملحمة صنع فيها الثوار إنتصارا إنسانيا مجلجلا ضد الباطل وأهله لتكون مقاتلة من طراز خاص واكبت الإستشهاديين وعاشت تفاصيل وقائع الذبح والتقتيل ثم رحلة السبي المريرة وصولا لأن تقف كلبوة هاشمة تجلجل كلماتها في عقر بيت الباطل وأهله .
وهي بحراكها ومواقفها تثبت حقيقة ناصعة قوامها أن الإسلام إحترم جهاد المرأة وحركتها الرسالية، ولم يمنعها من أن تقف مع الحقّ وتدافع عنه، وتكون جديرة بأن تصل إلى أن تؤدي دور خلافة الله في أرضه، وأنّ المرأة يمكن لها أن تصل إلى درجة التكامل مع الحقيقة الإنسانية.
ويقينا أن كل من يقرأ السيرة الجهادية لسيدتنا العظيمة زينب عليها السلام سيقف بذهول أمام تلك الشخصية القوية الحكيمة المفوهة العالمة غير المتعلمة لبوة البيت العلوي وهي تقهر المستحيلات بصبر واباء وشموخ لا نظير له في كل الأزمنة .
فدور السيدة زينب عليها السلام كان مركبا بين التحدي والشجاعة والبلاغة والتعليم والإنسانية والحرص والإقتصاد والفقه والأخلاق وعلم النفس وغيرها حتى تكاد أن تكون لوحدها سر امة أراد لها الله أن تكون خير الأمم وتمثل خليفة الله في الأرض .
في ذكرى وفاة سيدتنا زينب عليها السلام نقف نحن أهل الكلمة والفكر والمشتغلين بمهنة الإعلام صاغرين محبين وثابتين على المنهج ومبايعين لها نقيبة لنا وسيدة علينا وقدوة لنا سلام الله عليها وعلى أخويها الحسين والعباس عليهما السلام وعلى المستشهدين بين يديها.