عبد الرسول الاسدي
تحدثنا في اكثر من مقال هنا عن اهمية الانفتاح العراقي على محيطه الدولي وشددنا على يد الحكومة في ذلك عادين اياها بداية مهمة لطي صفحة الماضي واعادة العراق الى وضعه الطبيعي باعتباره عنصر استقطاب مهم لمختلف الدول لما يشتمل عليه من فرص واعدة في كافة المجالات وما يمثله من قوة اقليمية لايمكن الاستهانة بها .
ولان الدول تبحث عن مصالحها في ظل شراكات ناجحة ومتينة لهذا يمكن ان نشير الى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني من الرئيس الفرنسي باعتباره نتاجا لمرحلة مهمة من الحراك الدبلوماسي والسياسي النشط للحكومة الحالية باتجاه اعادة بلورة علاقات مميزة لبغداد مع العالم وبالاخص دول اوربا التي لطالما ربطتنا بها علاقات متجذرة وطويلة .
مراجعة سريعة للملفات التي بحثها الاتصال تكشف عن رغبة فرنسا وسعيها الجاد لاحداث تقارب لا نبالغ ان قلنا انه نوعي جدا مع بغداد في وقت سعت فيه دول اوربية اخرى للانفتاح على الشرق الاوسط بشكل عام بعيدا عن الهيمنة الامريكية خاصة ان بغداد قد تكون محطة لزيارة ماكرون القادمة.
الملف السوري الذي كان حاضرا بين الطرفين شكل نقطة اتفاق محورية بخصوص العملية السياسية الجديدة في سوريا شريطة التعددية والشمول وضرورة نبذ الارهاب والتطرف مثلما هو الحال في تثبيت استقرار لبنان وتعزيز جهود اعمار غزة والحفاظ على الهدنة ومنع التصعيد .
تجنب التصعيد في المنطقة ومنع توسع نطاق الحروب فيها احتل مكانته المهمة باتفاق قطبي بغداد وباريس على ان يكون العمل مشتركا لتعزيز الاستقرار و أهمية إيجاد حل سلمي للملف الإيراني، وضرورة حل الخلافات عبر الحوار.
هذه الرؤية المشتركة تعبر عن هاجس بات يتخذ ابعادا دولية في ظل الهيمنة الامريكية والغطرسة الصهيونية والعبث بمقدرات الشعوب ومحاولة فرض الارادات واستنزاف الثروات تحت غطاء من البلطجة والاستهتار بالقانون الدولي.
كل المؤشرات تدل على ان العالم اصبح يرى في العراق اليوم قطبا اقليميا قويا ولاعبا يطمح الجميع الى مد يد الشراكة والموقف الموحد معه.