عبد الرسول الاسدي
تضطلع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بدور كبير في مجالات عدة ومهمة لعل التعليم وحماية التراث والثقافة في صدارتها ، ولان العراق يعتبر ارشيف العالم من الناحية الحضارية في مختلف المراحل فانه يمثل بوصلة مهمة لحراك المنظمة المستمر .
لهذا السبب تولي الحكومة اهمية كبيرة لدور المنظمة في رعاية ودعم الانشطة الثقافية والتربوية والعلمية في العراق باعتبارها جهة ارشادية ويمكنها ان تمد يد العون والاسهام في مجالات كثيرة ومهمة وهذا ما قراناه في استقبال رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني للمديرة العامة لليونسكو السيدة ( أودري أزولاي) في زيارتها الثانية الى البلاد واللقاء الذي جمعها بالسيدة الاولى في البلاد وكذلك وزير الخارجية الاستاذ فؤاد حسين .
ولعل جهود المنظمة الواضحة في العراق تتجلى في دورها المهم باعادة اعمار الموصل على وجه التحديد بما تحتويه من مواقع اثرية ودينية مهمة مثل منارة الحدباء وجامع النوري، اللذين تعرضا للدمار جراء اعتداءات تنظيم داعش الإرهابي واسهاماتها في ادراج العديد من المواقع الاثرية والحضارية على لوائح اليونسكو للمحافظة عليها كجزء من التراث العالمي.
وكلنا نتذكر التصريحات المهمة التي ادلت بها السيدة اودري ازولاي والداعمة للعراق خلال زيارتها للبلاد قبل عامين تقريبا وتجولت في شارع المتنبي ومكتباته التراثية الشهيرة مطلقة عبارتها الشهيرة (أنا هنا من أجل البحث عن هذه الهوية الثقافية، مساعدة العراق في إعادة الإعمار، ليس فقط إعمار الجدران والتراث، كما فعلنا في الموصل، بل كلّ ما هو متصل بالتراث غير المادي، كل تلك الثروة المرتبطة بالتعليم.. والتي عانت كثيرا). لهذه تاتي الزيارة اليوم لتتوج كل هذه المساعي الطيبة ولتعيد التذكير بان المسيرة في العراق لم ولن تتوقف وان هناك الكثير مما ينبغي انجازه في حقل الثقافة والتعليم والحفاظ على الارث الحضاري والتراثي في البلاد بكل جوانبه وتفاصيله.ومن هنا ياتي تقدير العراق الذي جاء على لسان رئيس الحكومة لدور المنظمة خلال مراحل إعادة الإعمار والتعافي من آثار الإرهاب، لا سيما في المناطق التي تعرضت للتخريب من قبل عصابات داعش الإرهابية والدعوة استمرار عملها على صعيدي الاعمار واستعادة الآثار العراقية المسروقة بالاستفادة من قاعدة البيانات التي توفرها المنظمة الدولية.
حقيبة المهام التي تحملها مديرة اليونسكو معها ف ي هذه الزيارة كبيرة وتكشف عن اهتمام منقطع النظير بالعراق وكل تفاصيل واوجه التعليم والثقافة فيه وهو ما يستدعي التعاون الاكمل معها وفقا لمقتضيات المصلحة الوطنية وبما يسهم في ابراز وجه ارض الرافدين المشرق .
اليونسكو .. عيـــن علـــى العـــراق
