عبد الرسول الاسدي
بأكثر من ٣٣٠ طائرة مسيرة وصاروخ شنت الجمهورية الإسلامية أكبر هجوم تتعرض له إسرائيل في تاريخها بشهادة قادتها العسكريين في نقطة مفصلية ومحورية تبدلت فيها المعادلات وتغيرت في عموم منطقة الشرق الأوسط وليس على صعيد الصراع مع الكيان الغاصب فحسب..
انه إنتصار ساحق تحقق بشكل مذهل لم يحدث من قبل في الصراع المنضبط بين الطرفين بضوابط الواقعية السياسية من طرف إيران، وسقف المصلحة الأمريكية من طرف إسرائيل. وقد جاء الردّ الإيراني متسقًا مع فكرة ضبط ميزان الردع، فتجاوزَ خطًا أحمرا مهمًّا لم تتجاوزه إيران من قبلُ، وهو ضرب إسرائيل بسلاحٍ مُنطِلق من داخل الأرض الإيرانية.
فالجديد الذي يشكل سابقة هو هذا الإستهداف الإيراني لإسرائيل -جهارًا- من داخل الحدود الإيرانية، لا من لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن.
عملية الوعد الصادق بدلت قواعد الإشتباك مع الكيان الغاصب وأثبتت قدرة المحور المقاوم على مداهمة الكيان الغاصب في عقر داره وبشكل علني يضمن تغيير المعادلات الستراتيجية ويقود إلى قواعد ردع جديدة تكسر شوكة الكيان الغاصب إلى الأبد .
فما بعد الضربة الإيرانية ليس كما قبلها وإيران والمحور المقاوم قادرون على كبح جماح الحكومة المتوحشة لنتنياهو التي إرتكبت أبشع الجرائم وآن الأوان لمعاقبتها.
الهجوم أسفر عن تدمير أهداف عسكرية مهمة للجيش الإسرائيلي، والتحذير الإيراني الصادر من أعلى المستويات في الحرس الثوري الإيراني حذرت بلهجة حادة وواضحة وشديدة الإدارة الأميركية من أي دعم ومشاركة في إستهداف مصالح إيران سيقابل برد حازم الأمر الذي أجبر الرئيس الأمريكي جو بايدن على نصيحة إسرائيل بعدم الرد على الهجوم الإيراني.
مليار دولار الكلفة الإقتصادية التي تكبدتها إسرائيل خلال الرد الايراني وفقا لما أعلنته صحيفة يديعوت احرونوت ناهيك عن سقوط أكثر من ٣٠ جريحا وفقا لأرقام معلنة من قبل إسرائيل التي إعترفت بإصابة أهداف عسكرية داخل الكيان الغاصب.
أنها مرحلة جديدة من تاريخنا المشرف تستعيد فيها الأمة قدرتها على المواجهة بل تنتقل من الدفاع إلى الهجوم وتلقن الصهاينة درسا مهما سيتحدث عنه التاريخ بأحرف من ذهب.